ملخص
محاضرات مقياس مدخل إلى علوم الإعلام و الاتصال - السنة الأولى علوم إنسانية LMD
مقدمة : التأسيس المنهجي للبحث العلمي في مجال علوم
الإعلام و الاتصال لم يصل إلى درجة كافية من النضج بسبب أنه :
-لم يحظى بالعناية الكبيرة كبقية العلوم
الأخرى
-بسبب التبعية التاريخية للعلوم
الاجتماعية من حيث النشوء و التطور
لذا
يواجه الباحث اليوم العديد من الصعوبات ، رغم ذلك لم تخلو الساحة من البحوث
الإعلامية بسبب التطور الهائل لوسائل الاتصال ، و الأبحاث الإعلامية لم تبدأ على
نطاق واسع إلا مع العشرينيات ، و كانت تخص أساسيات تأثير الإعلام التي تطورت بشكل
مذهل ، و لم تكن الدراسات الإعلامية تشكل مجال مستقل عن المجالات المعرفية الأخر ،
بل كانت مرتبطة و تابعة لمجالات أخرى خاصة على الاجتماع و علم النفس
تحديد مفهوم البحث العلمي :
مع
اختلاف و تعدد البحوث في العلوم الإنسانية و الاجتماعية إلا أنها جميعا تقوم على
أساس إتباع الطريقة العلمية في البحث
البحث : Recherche
( حسب الموسوعة
العلمية la
rousse ) : مجموعة أعمال لها هدف الكشف عن معارف جديدة
في ميدان علمي .
- أما في اللغة العربية فمعناه : التفتيش في
المكان المجهول قصد معرفته
علمي Science( حسب الموسوعة العلمية la rousse ) :معارف جيدة التنظيم ذات علاقة ببعض فئات
الأحداث أو الظواهر
- أما العلم في اللغة العربية فيعني المعرفة
أي ما نملك من معارف الأشياء .
يعرف موريس أنجلس البحث العلمي : نشاط علمي يتمثل في جمع المعطيات و تحليلها بهدف
الإجابة عن مشكلة بحث معين .
و
من شروط البحث العلمي : التنظيم المتسلسل الخطوات ( لا يمكن الانتقال من خطوة
لأخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات و سلامتها واحدة بواحدة )
البحث في علوم الإعلام و
الاتصال :
و
نقصد به إطار الاهتمامات الأساسية المكونة لما يجب أن يبحث في الإعلام و الاتصال
من موضوعات معينة باستخدام مناهج و أدوات محددة
- هل لهذا النشاط البحثي في علوم الإعلام و
الاتصال ؟
- هل هو علم قائم بذاته ؟
- له موضوعات محددة على غرار العلوم الأخرى ؟
يعرف العلم بأنه تلك المعرفة التي خضعت لأبحاث علمية
عن طريق البحث و الاستدلال و البرهنة في إطار موضوعي ، فالعلم يتكون من مجموعة من
المبادئ و القوانين و النظريات التي تنسق في
كل موحد .
و
قد تم هذا الإنجاز في مجال الإعلام و الاتصال بالتقاء جهود الباحثين في ميادين
متعددة ، تواصلت أجزاؤها لنكون ما أطلق عليه فيما بعد علم الاتصال و الإعلام ، و
هي نفها صلب نظريات الإعلام كمادة لها أصولها الفلسفية و التاريخية .
طبيعة
النشاطات الإنسانية و الاجتماعية
(
التي هي موضوع أبحاث الإعلام و الاتصال )
مراحل :
1 – المرحلة الفلسفية :
عند
حصول تراكم معرفي على مستوى علم قائم أو سابق و التأكد من عجز الأدوات التحليلية
أو المناهج و الأدوات الموجودة لمعالجة هذا التراكم ، ما يدفع بالتفكير في إيجاد
أدوات تحليل بديلة من خلال تحديد اهتمامات أساسية جديدة و تكوين مفاهيم عامة و
إعادة النظر في الافتراضات و مناهج البحث و أدواته ، و عند تصور اتفاق بين
الباحثين حول طبيعة الموضوعات المعالجة و نوعية المناهج و الأدوات نصل إلى نهاية
هذه المرحلة الفلسفية لننتقل إلى المرحلة التجريبية
2 – المرحلة التجريبية :
يتم
فيها اختبار مضمون الاتفاق بتطبيق أدوات التحليل و المناهج الجديدة في موضوعات
محددة و اختبارها ميدانيا قصد جمع معلومات تثبت صحة أو خطأ ما اتفق عليه في
المرحلة الفلسفية .
و
عند التأكد من سلامة هذه الخطوات و صحتها العلمية و توفر المعلومات و الحقائق بشكل
نظريات علمية ، بالقدر الذي تصبح أدوات التحليل عاجزة عن معالجته ، ففي هذه
الوضعية لا بد من العودة على مرحلة فلسفية جديدة .
النموذج التطوري للعلوم :
مرحلة
فلسفية
|
مرحلة
تجريبية
|
تتميز بالتراكم المعرفي و عجز الأدوات
التحليلية أو المناهج و الأدوات عن معالجة هذا التراكم
|
تتميز
بتطبيق أدوات التحليل و المناهج الجديدة و الأدوات لإثبات صحة أو خطا ما اتفق
عليه في المرحلة السابقة
|
ارتبطت هذه المرحلة في مجال أبحاث علوم
الإعلام و الاتصال بالأبحاث الإنسانية التي تناولت بشكل عام نشاط الإنسان ،
بداية بأرسطو ( فن البلاغة ) حيث عرف
الاتصال بأنه ( البحث عن جميع وسائل الإقناع المتوفرة ) و قسم عمليات الاتصال
إلى :
الشخص المتحدث – الحديث – الشخص المستمع
و تنتهي سيطرة الخطابة كأداة الاتصال
الأساسية بظهور الطباعة في القرن 15 الذي مهد إلى بروز الدوريات المطبوعة مما
أدى إلى نشر الأفكار السياسية و مهد للثورتين الفرنسية و الأمريكية اللتين كان
لهما الفضل في حصول المواطن على الحريات السياسية و تحسين الأوضاع
|
باعتماد
أساليب القياس الكمية و الكيفية و بدأت المرحلة التجريبية لعلوم الإعلام و
الاتصال بداية سنة 1930 على يد هارولد لازويل حيث قام بدراسات حول طبيعة القائم
بالاتصال و مضمون وسائل الإعلام ، كما ساهمت أبحاثبول لازارسفيلد و كارل تورلاند
في تطوير أبحاث الاتصال بالجماهير ( تطوير و بناء أسس نظريات الاتصال ) .
|
مخطط النموذج التطوري للعلوم :
علم سابق تراكم معرفي التفكير في أدوات بديلة
----------------------------------------------------------------------------------------------------
و عجز الأدوات التحليلية و مناهج جديدة تحديد اهتمامات أساسية اعتماد اساليب جديدة
و المناهج عن معالجته
مفاهيم عامة
إعادة النظر في المناهج و الأدوات
مفهوم الإعلام :
( حسب الموسوعة
العلمية la rousse )
لغة :
الإعلام : Information ( الأخبار )
و في اللغة : الإخبار بالشيء (
معلومات تتعلق بشيء معين )
حسب اليونيسكو : جمع و تخزين
و معالجة و نشر الأنباء و البيانات و الصور و الحقائق و الرسائل و الآراء و
التعليقات المطلوبة لفهم الظروف الشخصية و البيئية و القومية و الدولية و التصرف
في اتجاهها عن علم و معرفة و الوصول إلى وضع يمكن من اتخاذ القرارات السليمة
حسب إبراهيم إمام : عملية النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقبل أي في اتجاه واحد قصد
التأثير الواعي على عقل الفرد حتى تتيح إمكانية تكوين رأي عام
و
معنى هذا أن الإعلام غايته الإقناع عن طريق المعلومات و الصور و البيانات ، كما
أنه يقوم على نقل الأفكار و توصيلها كي يتحقق من ورائها سلوكا محددا أو استجابة
معينة .
و
يكون العمل الإعلامي ناجحا :
إذا تحقق السلوك أو تحققت الاستجابة على النحو المتوقع أو المأمول من وراء نقل هذه
الأفكار و توصيلها .
مفهوم الإعلام : هو عملية نقل
معلومات من مرسل إلى مستقبل بصورة موضوعية مطابقة للواقع و هذا قصد التأثير في عقل
الفرد تأثيرا واعيا و مقصودا
.
مراحل العملية الإعلامية :
- مرسل ( مصدر ) يقوم بإرسال مضمون معين
- رسالة عبر قناة محددة ( وسيلة إعلام ) .
- مستقبل ( جمهور )
مفهوم الاتصال :
لغة : الوصلة بين
الشيئين في علاقة الشيء بالشيء
Comunication مشتقة من Communis و تعني ( مشترك ) .بمعنى الاتصال هو اشتراك المرسل و المستقبل في رسالة
واحدة .
تعريف هوبلاند: العملية التي يدم من خلالها القائم بالاتصال منبهات ( عادة رموز لغوية
) لكي يعدل من سلوك الأفراد الآخرين ( مستقبل الرسالة ) .
و قد عرفت جيهان رشتي الاتصال : عملية يتفاعل في مقتضاها مرسل و متلقي الرسالة
سواء كان المرسل شخصا أو جهازا آليا في مضامين اجتماعية ، و فليها يتم نقل الأفكار و المعلومات (
المنبهات ) بين الأفراد عن قضية أو واقعة معينة .
و
يظهر مما سبق أنالاتصال أوسع و اشمل من الإعلام لأنه يتعدى مجال تدفق المعلومات
في اتجاه واحد إلى اتجاهين متقابلين في شكل أخذ ورد
الاتصال الجماهيري : هو بث الرسائل و المعلومات على أعداد واسعة و غير
متجانسة من الناس يختلفون فيما بينهم من جميع النواحي تقريبا ، و ذلك عن طريق
وسائل الإعلام الحديثة كالصحافة و الإذاعة و التلفزيون و السينما و المسرح و
المعارض ، ...
أبعاد عملية الاتصال :
- المرسل : هو صاحب الرسالة الإعلامية أو الجهة التي تصدر
عنها الرسالة ( فرد ، مجموعة ، هيئة ، جهاز ، .. )
- المستقبل : هو من توجه له الرسالة سواء ( فرج ، جماعة ، ..
)
- الوسيلة : هي ما تؤدي به الرسالة الإعلامية سواء ( صحيفة ،
إذاعة ، تلفاز ، خطبة ، معرض ، .. ) أي القناة .
- الرسالة : هي المضمون الذي تؤديه الوسيلة و المادة
الإعلامية نفسها .
خلاصة
القول : مفهوم
الإعلام و الاتصال مفهوم واحد من وجهين إذا توفر الشرطين :
- إذا كان القصد نقل الخبر إلى عدد كبير من
الناس و هو ما يسمى بالاتصال بالجمهور أو الإعلام
- عند استعمالهما لنفس الوسائل و هذه
الوسائل الفنية العصرية هي الصحافة ، الراديو ، التلفاز ، الطباعة و النشر ،
المسرح ، ..
الفرق بين وسائل الإعلام و وسائل الاتصال :
من
حيث /
|
وسائل الإعلام
|
وسائل الاتصال
|
المضمون
|
أكثر
شمولية
|
|
الجمهور
|
حشود
غفيرة من الجماهير
|
تقتصر
على شخصين أو جماعة أو حشد من جمهور
|
الهدف
|
محدد
|
غير
محدد ( متغير )
|
المفاهيم
المشابهة للإعلام و الاتصال :
كمثال
هناك أربعة مفاهيم : الدعاية ، الدعوة ، الإشاعة ، الإشهار
1 – الدعاية : تباينت
تعريفات علماء الاجتماع و علماء النفس و العلوم السياسية و الصحفيين ، فلكل منهم
وجهة نظر في الدعاية
فيرى
الدكتور عبد القادر حاتم
: أن الدعاية هي العمل بكل الأساليب و الوسائل لتأييد فكرة أو عقيدة معينة و يدور
هذا التعريف حول ( الغاية تبرر الوسيلة )
لدى رجل الدعاية الذي يحرف و يبدل و يغير الوقائع و يلجأ إلى أسلوب التهييج و
الإثارة أحيانا .
فالدعاية
هي فن التأثير و الممارسة و السيطرة لقبول وجهات النظر لصحاب الدعاية .
2 – الدعوة : ترتبط
بالعقيدة ، فهي خطاب للعقل يقوم على أساس تقديم الحقيقة ، فهي نوع من أنواع
الإقناع المستند إلى الصدق ، فهي لغة ترفض الأكاذيب و التشويه و ترتبط بالأديان
السماوية .
3 – الإشاعة : هي نشر الخبر
بصفة منتظمة بدون تحقيق في صحة الخبر
تشترك
مع عملية الإعلام و الاتصال في كونها تنشر بين عدد كبير من الناس ، غير أنها تختلف
معها في كونها تقوم بعملية النشر بسرعة ن فيبقى مصدرها مجهولا .
فهي
نشر أخبار وهمية أو حقيقية مزيفة و محرفة قليلا ، و تستعمل الإشاعة وسائل الإعلام .
4 – الإشهار :
مجموعة من الوسائل التقنية تستعمل لإعلام
الجمهور و إقناعه بضرورة استعمال خدمة معينة أو استهلاك منتوج معين . فالإشهار
يشمل جانبين متكاملين :
- عملية نشر معلومات بين عدد كبير من
الجمهور ( له علاقة بالإعلام )
- عبارة عن طرق و وسائل تستعمل في عملية
النشر و الاتصال
و
الفرق بينه و بين الإعلام و الاتصال هو في الهدف فالإعلام يكتفي بإعطاء المعلومات
أما الإشهار فهو يريد أن يقنع الناس ، فهو يعطي للصيغة أهمية كبيرة ، يريد من
ورائها الإقناع ثم المكسب المادي .
لذا
يعتبر نشاط تجاري و عملية للترويج و البيع و الشراء داخل المجتمع ، فهو يكنى بأنه
إعلام تجاري و اقتصادي
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
منقول من مدونة "بربورة"
13 التعليقات :
مشكورين
mrc
mrc
بارك الله فيكم وشكر سعيكم
شكرا على المعلومة 👍👍👍👍👍👍👍
مشكورين بزاف
مشكورين بزاف
ماذا عن السداسي الثاني؟
ابغي السداسي الثاني من من فضلكم
ابغي السداسي الثاني من من فضلكم
التهميش من فضلك
مشكورين على جل المعلومات القيمة
هل هذه كل الدروس وشكرا على للمجهود 💖
إرسال تعليق