أحدث الأخبار
Loading...

السبت، 31 يناير 2015

الحضارة ودور الفكرة الدينية في قيامها - مالك بن نبي -

لقد شغلت فكرة الحضارة اهتمام العديد من المفكرين والمصلحين والمؤرخين، وقد كان مالك بن نبي أحد هؤلاء المفكرين الذين شغلتهم هذه القضية، إذ احتلت عنده مكانة مركزية، ولذلك نجد كتبه جميعا قد صدرت تحت عنوان ثابت هو مشكلات الحضارة.
وقد عمل على دراستها من زوايا مختلفة، فأحاط بجميع جوانبها التاريخية والنفسية والوظيفية باعتبارها ظاهرة كونية ، فكانت كل مشكلة شعب في تحليلاته هي في جوهرها مشكلة حضارته، يقول مالك بن نبي " لا يمكن لشعب أن يفهم مشكلته ما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها "
فما معنى الحضارة ؟ وماذا تعني في فكر مالك بن نبي؟
يعتبر مصطلح الحضارة من المصطلحات التي لم تستعمل في الفكر العربي إلا منذ وقت قريب ، وقد جاء في لسان العرب تحت مادة الحضر : أنها الإقامة في الحضر أي في المدن والقرى، وهي بخلاف البداوة التي تعني الإقامة المتنقلة في البوادي، فالحضر إذن خلاف البدو، أما الحضارة كمفهوم معاصر فإنها تعبر عن الرقي العلمي والأدبي والفني والتكنولوجي.
 وقد بدأت الجذور الأولى للحضارة مع ظهور الزراعة والاستقرار في الحضر، وهو الشيء الذي مكن الإنسان من شق طريق التقدم والتطور والرفاهية والازدهار.
إن اهتمام مالك بن نبي بالحضارة جعله يعرفها من الناحية الوظيفية " بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أعضائه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتقدمه " (1) وصاغها   من حيث التركيب بمعادلة دقيقة: حضارة   = إنسان + تراب+ وقت.
لهذا نجد مالك بن نبي يستهل كتابه ( شروط الحضارة) بقصيدة رمزية رائعة من أبياتها :
فغبط آدم هذه الحيوانات كلها لما أوتيت من مأكل ومأوى ولما آمنت من خوف لكن الأمر عند مالك بن نبي يحتاج إلى مركب تاريخي تكويني بغيابه تبقى العناصر الثلاثة موادا خاما لا تجدي نفعا، ومركب الحضارة هذا هو الدين أو الفكرة الدينية عموما، فالحضارة لا تنبعث إلا بالعقيدة الدينية " فلا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة وحي يهبط من السماء ، يكون للناس شرعة ومنهاجا ، إذ هي- على الأقل- تقوم أسسها في توجيه الناس نحو معبود غيبي، فكأنما قدر للإنسان ألا تشرق عليه شمس الحضارة إلا حيث يمتد نظره إلى ما وراء حياته الأرضية( 3 ) .
فالحضارة تظهر بدافع الفكرة الدينية ، وتنتهي بانتهاء هذه الفكرة ، لذلك يجب البحث في كل حضارة عن أصلها الديني ، لذلك فالحضارة تسير كما تسير الشمس إذ تشرق في أفق معين ، ثم ما تلبث أن تتحول عنه إلى أفق آخر، فتتشكل الحضارة على شكل دورة تبتدئ بالنشوء والازدهار ، فالأفول والسقوط ، وقد تناول بالدراسة والتحليل هذه النظرية كل من ابن خلدون واشبنجلر وتوينبي(4 ) .
 أما دورة الحضارة عند مالك بن نبي فتمر بثلاث مراحل:
1- مرحلة الروح:
2- مرحلة العقل
3- مرحلة الغريزة .
وتتميز مرحلة الروح بطاقتها الحيوية وفعاليتها وشرارتها وبدورها الكبير في بزوغ فجر حضارة جديدة ، لكن سرعان ما تحدث أسباب ووقائع تؤدي إلى تفسخ القيم الروحية شيئا فشيئا لتحل مرحلة جديدة هي مرحل العقل والازدهار المتميزة بالعطاء والإبداع، ثم نتيجة عوامل نفسية واجتماعية يكون من أهمها ظهور الترف والظلم والفساد المؤذنين بخراب العمران، فتنتهي هذه المرحلة لتفسخ المجال لانطلاق الغريزة الإنسانية التي تحل محل العقل فتعيد الإنسان مرة أخرى إلى الانحطاط والتخلف، وإذا أردت مثالا حيا على ذلك فلا بأس أن نستطرد معك دورة الحضارة الإسلامية عند مالك بن نبي.
تبدأ دورة الحضارة الإسلامية في رأي مالك بن نبي مع نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بغار حراء ، وكانت هذه هي بداية المرحلة الأولى من مراحل الدورة الحضارية التي هي مرحلة الروح ، والتي استطاع خلالها العرب البسطاء والمشتتون في قبائل متنازعة أن يصبحوا بناة حضارة وحملة مشعل السلام والفكر والتقدم بعد أن تمكن الإسلام من قلوبهم، واستمرت هذه المرحلة طيلة فترة الخلافة الراشدة وحتى حدود موقعة صفين ( سنة 38هـ ) حيث كانت هذه المعركة بداية الفصل بين طور الروح وطور العقل الذي دخلت إليه الحضارة الإسلامية مع بزوغ الدولة الأموية ، واستمرت هذه المرحلة قرونا طويلة استطاع خلالها الإسلام أن يصل إلى أقصى جنوب شرق آسيا  وشمال إفريقيا وأجزاء من أوربا، وبظهور عوامل نفسية واجتماعية بدأ منحى السقوط والاندحار والأفول مع دخول مرحلة الغريزة إلى الوجود ، ومازلنا نعاني إلى اليوم من ويلات هذا الاندحار.
نلاحظ من خلال هذا الاستطراد ما للفكرة الدينية من دور في قيام الحضارات عند مالك بن نبي منذ الأزل، وحتى الحضارة الغربية المعاصرة في نظره قامت على أساس ديني وعقدي " فالروح المسيحية ومبدأها الخلقي هما القاعدتان اللتان شيدت عليهما أوربا سيادتها التاريخية " (5)*  
أما بالنسبة للشيوعية فإن مالك يعتبرها أزمة للحضارة المسيحية ، فهي قامت على أنقاض استغلال الدين المسيحي من طرف الكنيسة ، ودفعت المنتمين إليها إلى التضحية والبذل في سبيلها بكل غال ونفيس، ومن ثم فإن قانون الفكرة الدينية ينطبق عليها ، وإن بشكل مغاير.
من خلال ما سبق نستنتج أن الفكرة الدينية أساس مهم وسبب قوي في نشوء الحضارات عند مالك بن نبي، فهي بمثابة مركب يؤلف بين العناصر الثلاثة (الإنسان،الوقت، التراب) لتصبح عناصر مبدعة بعدما كانت عناصر خاملة.
فإذا كانت للحضارة دورة تبتدئ بالنشوء وتمر عبر الازدهار والعطاء وتنتهي بالسقوط ، فإن موقع الإنسان قبل هذه المراحل وخلالها وبعدها يطرح أكثر من سؤال ، فمالك يعتبر أن الإنسان السابق للحضارة هو شخص بسيط يعيش على الفطرة ، ومستعد للدخول في طور الحضارة بسرعة ؛ لأنه يحمل خصائص تؤهله لذلك ، بخلاف إنسان ما بعد الحضارة والذي أصبح يحمل في كيانه جميع الجراثيم والمشاكل التي تعرض لها خلال فترات متفرقة من تاريخه ، ويصبح مجتمع ما بعد الحضارة مجتمعا متصفا بالجمود وعدم الفاعلية والميل نحو التخلف والنكوص إلى الخلف ؛ لان إنسان ما بعد الحضارة عجز تماما عن تطبيق مواهبه الخاصة على الوقت والتراب لأنها تحللت ، ومعها بالموازاة تحللت جميع القيم الاجتماعية الأخرى، فأصبح هذا الإنسان خارجا عن التاريخ وعن دورة الحضارة.
وهذا التصور ينطبق على المجتمع المسلم بعد سقوط الموحدين ، لأن إنسان ما بعد الموحدين في نظر مالك بن نبي قد فقد دوره الاجتماعي ، وأصبح يشكو من مرض مزمن يتجلى في العجز وعدم القدرة على مواجهة المشاكل التي تعترضه ، وخلال هذه المرحلة انتقل المشعل الحضاري نحو الغرب الذي امتلك زمام العلوم والاقتصاد والتكنولوجيا ، وأصبح الإنسان المسلم عبدا لهذه الحضارة الغربية ، يستورد نفاياتها ومنتجاتها ومنبهرا بها في الوقت الذي عملت فيه هذه الحضارة على طمس كل محاولة جادة للنهضة في العالم الإسلامي ، وذلك بوسيلة الاستعمار.
ويرى مالك بن نبي أن السبب الرئيسي لوجود الاستعمار هو القابلية للاستعمار في المجتمع المستعمر ، فهو إذن نتيجة وليس سببا ، فلكي نتحرر من الاستعمار وأثره يجب أن نتحرر أولا من سببه ، وهو القابلية في نفوسنا للاستعمار( ما استعمروك إلا لوجود القابلية للاستعمار فيك) ، وهكذا وبعد أن انطلقت شرارة المقاومة الوطنية الصادقة المنبثقة من الدين الإسلامي ، والمبنية على الجهاد والتضحية ، خرج الاحتلال العسكري، لكن ماذا حصل بعد ذلك؟
لقد تولى السلطة في بلادنا أناس كان قد أعدهم الغرب لاستكمال مشروع الاستعمار الثقافي والفكري ، وأصبحنا غارقين في التبعية المطلقة لهم ، فإنسان اليوم عندنا أصبح مكبل اليدين ، حاول أن يتخلص من وضعه المتخلف، فاتجه إلى طريق استيراد منتجات الغرب وتكديسها، متوهما بذلك أنه يسير في الطريق الصحيح نحو الحضارة ؛ لأنه سوف يقتني جميع منتجاتها، ناسيا أن التكديس والاستيراد هي ظاهرة اجتماعية نفسية تميز مجتمعات عصور الانحطاط، فاستيراد المنتجات ليس أمرا مفيدا للمجتمع ، بل هو أمر مضر به وبمصلحته.
فمشكلات التخلف لا تعالج بوسائل جاهزة أنتجتها حضارة أخرى ، ولكنها تواجه بحضارة ذاتية قادرة على تحريك الطاقات الموجودة لديها، فالحضارة هي التي تصنع منتجاتها ، وليس المنتجات هي التي تصنع الحضارة.
ترى ما هو الحل الذي يطرحه مالك بن نبي على إنسان ما بعد الحضارة لكي يدخل من جديد في دورة التاريخ؟
الحل هو أن يتغير هذا الإنسان تغيرا جذريا ، لكي يستأنف دوره في حياة الحضارة، ولكي يسير في اتجاه منحى التاريخ الإنساني بعد أن كان خارجه ، ولن يكون ذلك إلا بتحويل القيم الروحية إلى قيم اجتماعية فاعلة لا خاملة ، فيعود للدين الإسلامي دوره الاجتماعي المطلوب ، ومن هنا لا يستبعد مالك بن نبي أن يحمل المجتمع الإسلامي مشعل الحضارة من جديد، إن هو وفر الشروط اللازمة لها وفي مقدمتها إحياء الفكرة الدينية ، بحيث لا يصبح الدين عند المسلم دينا متوارثا فرديا قابعا في المسجد فقط ، بل دين قيم له دور اجتماعي فاعل ، ومن ثم فإن فكرة تحول الحضارة وانتقالها من الغرب إلى الشرق أمر وارد لا محالة عند مالك بن نبي، في ظل شروط معينة حددها 

منقول : http://www.startimes.com/f.aspx?t=14116271

الحضارة الإنسانية في الإسلام مفهومها .. أساسها .. مقوماتها ، بقلم د.علي بن ابراهيم الناجم


 الحضارة الإنسانية في الإسلام مفهومها .. أساسها .. مقوماتها  

 بقلم د.علي بن ابراهيم الناجم

إن الإنسان اجتماعي بفطرته، فهو يسعى الى تكون حياة اجتماعية، يسود فيها التعاون وتتحقق فيها المصالح المتبادلة لجميع أفراد المجتمع، وبمقدار ما تكون الأسس التي تبنى عليها تلك الحياة صالحة عادلة فاضلة، يكون تحقيق السعادة للأفراد الذين يتعايشون في هذا المجتمع اقوى وافضل.
والاسلام كان ومازال، وسيبقى المعين الثر الصافي للمعاني والقيم العليا التي تشاد عليها الحضارة الانسانية، وذلك لانه يقصد الى تحقيق سعادة الانسان في الدنيا والآخرة، على اساس من الحق والعدل، والمساواة، والسلم العزيز.
فالاسلام نظام كامل محكم في مختلف جوانبه الروحية والخلقية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
اما الضعف والتخلف والتأخر الذي كانت عليه حالة المسلمين في عهود الظلام والانحطاط، فهو في تلك العقول التي سرحت في متاهات الخيال بتأخير الوهم والحذر، فأخذت تفسر مفاهيم الاسلام تفسيرا منحرفا بعيدا عن روح هذا الدين، ومقاصده العامة، وتكاسلت عن البحث العلمي الصحيح فغدت تفسيراتهم المنحرفة مادة طيعة لاستغلال المستعمرين في سبيل اغراضهم السياسية والاقتصادية في البلاد المستعمرة، بما اوهم بعض الناس ان الدين هو الذي كان السبب في التخلف.
اننا في هذا البحث العلمي الموضوعي المجرد سنكشف الستار عن حقائق الدين الاسلامي، ومصادره، ومبادئه الانسانية، ونظرته الى الحياة، تلك الامور التي انتجت حضارة انسانية عريقة، ومازال العالم يقطف ثمارها الانسانية والعلمية حتى يومنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها.
مفهوم الحضارة الإنسانية
تمييزا لفمهوم الحضارة الانسانية عما قد يلتبس به من مفهوم كل من كلمة (ثقافة) و (مدنية) سنحاول اجمال هذه المفاهيم، وتوضيح ما فيها من صلات.
تعريف الحضارة الإنسانية:
الحضارة الانسانية كل انتاج او عمل تنعكس فيه الخصائص الفكرية والوجدانية والسلوكية للانسان الاجتماعي الواعي في اطارات من القيم العليا والمبادىء المثالية التي تسعد البشرية جميعا.
فاذا كانت القيم والمبادىء قيما ومبادءى اسلامية كانت تلك الحضارة حضارة اسلامية ويتبين من هذا التعريف:
أ- ان الحضارة مصاحبة للوجود الاجتماعي الانساني.
ب- للحضارة جانبان: الاول: هو مظاهر الرقى المادي، والثاني هو مظاهر الرقي المعنوي.
مفهوم الثقافة:
المعنى الاصطلاحي للثقافة هو: كل ما يتصل بالقيم الروحية، والقواعد الاخلاقية والانتاج الفكري النظري، والابداع الادبي والفني: اي كل ما يتصل بالمعنويات فقط.
مفهوم المدنية:
مفهوم المدنية قاصر على ظواهر الرقي المادي الذي يشمل جوانب حياة المجتمع جميعا، وعلى هذا فان مفهوم الحضارة يشمل مفهومي الثقافة والمدنية، اي مظاهر الرقي المادية والمعنوية في حياة المجتمع.
مفهوم الإنسانية:
الإنسانية: هي الخصائص التي يتصف بها الفرد، او مجموعة الافراد، او الأمة في اطار من الوعي الاجتماعي الخير الذي يتدرج رقيا في درجات الكمال، وتتجلى هذه الخصائص في الفرد او افي مجموعة الافراد، بنشاطاتهم وبعلاقاتهم بعضهم مع بعض، وتتجلى هذه الخصائص في الأمة، بعلاقاتهم مع الأمم الاخرى.
فالتعاون على البر قيمة انسانية، لان المجتمع الانساني الخير لا يقوم الا على روابط قائمة على التعاون والبر، قال تعالى(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) - المائدة :2)
والمحبة والمساواة والحرية والرحمة والإحسان قيم انسانية، اذا اتصف بها المجتمع، ارتقى الى درجات الكمال.
واما الاثر والانانية، والجشع والاستغلال والحقد والكراهية. فهي صفات غير انسانية، لانها تهدم كيان المجتمع وتحطمه.
وهي على هذا فان العلم النظري والتجريبي لا يكون انسانيا الا اذا كان موجها لخدمة الانسانية.
والدين لا يكون متصفا بالانسانية الا اذا كانت مبادئه وقيمه فوق الغرض والهوى والطائفية والمذهبية.
ولا يتضح مفهوم الإنسانية إلا إذا أخذنا فيه الاعتبارين التاليين:
أ- الانسانية تقاس بالكيف لا بالكم، إن الانسانية ليست مزيتها بالعدد والكثرة ، بل في الكيف والنوعية.
ب- الانسانية ليس من مقتضاها الذوبان في الغير: فاذا وصفنا امة معينة بأنها انسانية، فليس يعني تلك انها تذوب في غيرها من الامم، فتفقد هذه الامة بذلك وجودها وخصائصها ومقوماتها الذاتية، وانما نقصد بذلك ان علاقات افرادها تسودها قيم انسانية عليا، وان علاقات هذه الامة مع غيرها من الامم تقوم على اسس انسانية تهدف الى اسعادها واسعاد البشرية كلها.
ونقصد ايضا ان هذه الامة ليست عنصرية في نزعتها، لان الانسانية تنافى العنصرية، وهذا ما يؤكده قول الله تعالى:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير) (الحجرات:13).
أساس الحضارة الإنسانية
في الإسلام
سبق ان بينا ان الحضارة هي نظام اجتماعي، او (طريقة حياة) تتسم بخصائص معينة، تبرز في كل مجال من مجالات الحياة، ومن الواضح انه لابد لأية حضارة من أساس تشاد عليه.
فما الاساس الصحيح الذي تبنى عليه الحضارة الانسانية؟ وقبل ان نذكر الأساس الصحيح الذي تبنى عليه الحضارة الانسانية في الاسلام لابد من الاشارة الى اهم الآراء حول هذا الموضوع.
الرأي الاول:(النظرية الاقتصادية أو المادية):
يفسر بعضهم نشأة الحضارة بالعوامل الاقتصادية او المادية، فالموقع الجغرافي الذي يسهل سبل الاتصال التجاري، او للثروات المعدنية الكامنة في الأرض، هي في نظرهم الأساس في نشأة الحضارة واستمرارها ونموها، وكل بيئة لا يتوافر فيها شيء من هذه العوامل المادية، لا تقوم فيها حضارة.
ويعترض على هذا الرأي ان دولا كثيرة ذات حضارة عريقة قد دالت وزالت دون ان يكون السبب الاقتصادي هو السبب العامل في وجودها، او سقوطها او زوالها.
كما ان دولا ذات نظم حضارية انسانية، قد قامت دون ان يكون العامل المادي او الاقتصادي كافيا لقيام مثل هذه الحضارة منها الدولة الاسلامية التي هضمت كل ما جاورها من حضارة قديمة، ثم افرزت حضارة انسانية ذات طابع متميز، نشرها العرب في بقاع الاغرض، على الرغم من جدب بيئتهم.
الرأي الثاني:(نظرية الجنس أو العنصر):
ويرى بعضهم ان اساس الحضارة كامن فيما تتميز به امة معينة من خصائص ذاتية (عنصرية) كما تقول النظرية النازية ان العنصر الآري متفوق على جميع اجناس البشر وهو المؤهل لتشييد الحضارة على الارض.
والنقد الموجه لهذا الرأي ان الحضارة الانسانية ليست حكرا لقوم بعينهم، وذلك لان البشر متساوون في اصل الفطرة، واصل الطاقات، وانما اختلاف في توجيه هذه الطاقات، وفي الهداف التي تصرف في سبيلها. والواقع التاريخي يثبت ان الحضارة لم تستقر في امة معينة من الامم طوال عهود التاريخ، وانما كانت تنتقل من امة الى اخرى، الامر الذي يؤكد ان سببا آخر غير ما ادعوه، لقيام الحضارة واستمرارها وازدهارها.
وعلى فرض صحة النظرية العنصرية، فان الدماء قد اختلطت، فلم يبق مبرر للادعاء بصفاء عنصر ما في العالم.
أساس الحضارة الانسانية من وجهة نظر الاسلام
ان الاساس الذي تقوم عليه الحضارة هو الانسان نفسه بما يحمله من مبادئ، وقيم فحيثما وجدت المبادئ السامية والقيم الانسانية العليا، وجدت الحضارة الانسانية في اسمى مظاهرها.
ولذا فقد توجه الاسلام اولا الى ترسيخ المبادئ القويمة، والمثل العليا في النفس الانسانية، لتكون المنطلق الصالح لتشييد حضارة انسانية صحيحة وسليمة.
فأساس الحضارة الانسانية في الاسلام روحي معنوي تنبثق عنه الفضائل الانسانية كلها، ويقوم على تقويم الفكر وتهذيب النفس، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا). النور - 55.
وقوله تعالى: (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم، كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم، إن الله قوي شديد العقاب. ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الانفال 52 - 53. نستخلص مما سبق الامور التالية:
أ- الحضارة الانسانية تستمد وجودها وبقاءها، واسباب نموها وتقدمها - في نظر الاسلام - من القيم الانسانية الخالدة التابعة من العقيدة الاسلامية الصالحة. تلك العقيدة التي تحرر الانسان من عبوديته لغير الله، ومن نزعاته الفردية، وتحفظ عليه خصائصه الانسانية، وتمنعه من الانحراف في ممارساتها.
ب - ان الحضارة الانسانية لا تقاس بالتقدم العلمي، او الصناعي، او الآلي إلابمقدار ما يكون ذلك تعبيرا عن نيات انسانية صالحة، وبمقدار ما يستخدم في سبيل اهداف انسانية نبيلة، فقد يتخذ مثلا وسيلة لاهداف غير انسانية كالظلم والبغي، واستغلال الشعوب، واستعمارها واستعبادها.
ج- لا يلزم من وجود الرقي المادي في بيئة معينة وجود حضارة انسانية اذ قد يعيش فرد في بيئة راقية ماديا، ولكنه هو نفسه غير متحضر انسانيا والمثال على ذلك التفرقة العنصرية التي ترفع لواءها اليوم دولة من اعظم دول العالم في الحضارة المادية، فضلا عن ان هذا الرقي المادي قد استخدم في اشعال نار الحروب وفي استعمار الشعوب، او سلخها عن اوطانها، او افنائها ليحل محلها شعب آخر ظلما وعدوانا.
غير ان هذا الرقي لابد من ان يصيبه ما اصاب حضارات عظيمة لم تتسم بالطابع الانساني، سادت زمنا معينا، ثم اخذت على حين غرة، قال الله تعالى: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وإزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) (يونس 24).
مقومات الحضارة الانسانية في الاسلام
ان الواقع التاريخي يثبت ان المسلمين اقاموا حضارة انسانية تناولت مختلف جوانب الحياة المادية والمعنوية، فكانت مركز اشعاع على العالم كله، ومثالا يحتذى للانسانية جمعاء.
فما هي المقومات التي ارتكزت عليها هذه الحضارة؟
اولا - العقيدة:
العقيدة التي جاء بها الاسلام هي: الايمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى.
الإيمان بالله:
أ- حقيقة الايمان بالله تعالى: لقد دعا الاسلام الى الايمان بالله واحد لاشريك له قديم ابدي، خالق السموات والارض وهو على كل شيء قدير.
ب- طريق الوصول الى الايمان بالله: لقد طلب الاسلام الى الانسان ان يكون ايمانه بالله تعالى عن طريق التفكير والنظر والاقتناع، لا عن طريق التبعية والتقليد الاعمى، ولا عن طريق الوراثة.
فطلب اليه اولا: ان يفكر في نفسه وما منح من استعدادات وقوى.
قال الله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) الذاريات، 21.
وطلب اليه ثانيا: ان يفكر في الكون من حوله ويتحسس ما فيه من تنظيم وابداع. قال الله تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) البقرة - 164.
وطلب اليه ثالثا: ان يستنتج من كل هذا الابداع انه لابد لهذا الكون من مبدع والمبدع يجب ان يكون واحدا قديرا سميعا بصيرا عليما.. وهذا هو الله سبحانه وتعالى، إذ يستحيل ان يكون هذا الابداع وليد المصادفة، فهذا الكون والنظام وما فيه من ابداع هو الطبيعة، ومحال ان توجد الطبيعة نفسها.
وفي جعل الاسلام التفكير والتأمل طريقين للوصول الى الايمان تقدير للعقل الذي كرم الله تعالى به الانسان على جميع المخلوقات، وتوجيه للإنسان ألا يؤمن بشيء إلا اذا قام البرهان على صحته، قال تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) المؤمنون - 117.
أثر الايمان بالله في بناء الحضارة الإنسانية:
لا ريب ان الايمان يولد في نفس الانسان الشعور بالمساواة اذ ان افراد الله بالالوهية اشعار لبنى الانسان بأنهم متساوون امام الله وحده، وفي الشعور بالمساواة دعوة لبني الانسان بأنهم متساوون امام الله وحده، وفي الشعور بالمساواة دعوة لبني الانسان الى اقامة حياة مشتركة تسودها القيم الانسانية من غير تفريق او تمييز (فالخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله).
ومن ثمرات الايمان بالله وحده، الشعور بالحرية المنبثقة عن المساواة، فالايمان بالله يحرر العقلية الانسانية من الوثنية والطبقية والاستعلاء والسيطرة والايمان بالله الواحد يبني الانسان الحر الذي يقدر الحرية في نفسه اولا فلا يرضى ان يستعبده او يستذله احد، ويقدر قيمتها في الآخرين، فلا يمد يده اليهم بشيء من الظلم والاستبعاد، ولاشك ان الحرية هي الجو الصالح لتنمية المواهب والاستعدادات التي هي منشأ التقدم والرقي في جميع الميادين.
ومن ثمرات الايمان بالله الواحد انه يربط الانسان بالكمال المطلق الذي هو الله سبحانه الذي تستوحي منه كل المعاني السامية والفضائل والمثل العليا فالمؤمن يحب العدل ويكره الظلم لأن الله عادل، وليس بظالم ولا يحب الظلم، والمؤمن رحيم يكره الغلظة والقسوة، ولايرضى ان يكون جاهلا، لانه يعلم ان الله اتصف بالعلم ودعا اليه.
ولا ريب ان انسانا هذه صفاته لابد ان يكون قوة دفع ايجابية في بناء الحضارة الانسانية.
ومن ثمرات الايمان بالله الشعور بالمراقبة والمسؤولية - هذا الشعور الذي يكون الشخصية التي تحاسب نفسها قبل ان تحاسب فتقبل على كل ماهو خير لها ولغيرها، وتبتعد عما هو شر لها ولغيرها، وهذا هو اساس الحضارة الانسانية.
الإيمان بالملائكة والكتب والرسل:
ان الايمان بهذه الامور يعني الايمان بعناصر الرسالة والتشريع، فالملائكة هم الذين يبلغونها الى الرسل بكتب من الله تعالى.
وقد طلب الله تعالى الايمان بها لحكمة بليغة هي: ان الله القادر الحكيم، لم يترك عباده يتخبطون في اختيار المنهج للحياة الخيرة الفاضلة، اذ كثير ما يقع واضعوا المنهج والتشريع تحت تأثير الهوى والشهوات والضغوط فينحرفون عن الطريق القويم، ولكنه سبحانه رسم لعباده هذه الطريق الواضح لهذه الحياة، وما عليهم الا ان يسلكوها في ضوء المنهج الالهي المتجاوب مع العقل السليم والتفكير الصحيح.
فقد بين الله الخير والحق والحلال والحرام.. فلا مجال لاضاعة الوقت لتعرف ذلك، بل يجب ان تنصرف قوى الانسان وطاقاته للتنفيذ والتطبيق، وفي هذا دفع للانسانية الى انفاق الجهد في الميدان العملي المثمر، وصون عن إضاعته فيما لا يستقل العقل بمعرفته.
او فيما يمكن ان يتوصل له، ولكن بعد جهد طويل.
الايمان باليوم الآخر:
أ- حقيقته: اليوم الآخر هو اليوم الذي يبعث فيه الناس بعد ان يموتوا جميعا ليحاسبهم على اعمالهم التي صدرت منهم في الحياة الدنيا، فيكافىء المؤمنين المحسنين بالجنة، ويعاقب الكافرين والمسيئين بالنار.
قال تعالى:(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (الزلزلة: 7-8).
ب- ضرورته: ان الايمان باليوم الآخر ضرورة يقتضيها التفكير السليم، فلا بد ان يكون هناك يوم تتحقق فيه العدالة، ويعطي كل ذي حق حقه، والاسلام الذي بني على الايمان بالله وعدالته قرر ان هذا اليوم آت لا ريب فيه.
قال تعالى:(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبه من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) (الانبياء:47).
ج- اثر الايمان باليوم الآخر في بناء الحضارة الإنسانية:
ان الايمان باليوم الآخر يغرس في نفس الانسان الطمأنينة، وذلك انه يؤمن بأن جهده لن يضيع سدى، وان عمله لن يذهب هباء، ويقضي على الياس والقنوات، ويحيي في نفس الأمل، ويدفعه الى العمل الصالح مادام يعتقد انه لن يحرم من ثمرات عمله عاجلا او آجلا.
  • الإيمان بالقضاء والقدر:
وهذا الركن من الايمان يضفي على النفس الإنسانية الرضا، ويبعث فيها روحا جديدة لاستئناف العمل الصالح ومواصلته من غير توان ولا تقصير، وهو واثق ان ما قدر عليه بالغة لا محالة، وينجم عن هذا العمل البناء الحضارة الإنسانية.
ثانيا- العبادة:
العبادة هي نهاية الخضوع لله تعالى وحده عن رضي وطوعية ولها في العرف الاسلامي معنيان: عام، وخاص.
فالعبادة بالمعنى العام: تشمل كل عمل صالح يقوم به الانسان مبتغيا به وجه الله فالتجارة والزراعة والصناعة وطلب العلم.. وغير ذلك عبادة مادام العامل يقصد بعمله وجه الله تعالى.
والعبادة وبالمعنى الخاص: تقتصر على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والعبادة سواء كان بالمعنى العام او الخاص هي التعبير الصحيح عن العقيدة وهي الاسلوب العملي لتوثيق صلة الانسان بربه، وصلته بغيره من الفرد او المجتمع على نحو انساني مثمر - ولذلك كان للعبادة اثر كبير في بناء الحضارة الانسانية.

الثلاثاء، 27 يناير 2015

مقياس مدارس ومناهج " محاضرات " أولى علوم إنسانية

أولا: مراحل التفكير الإنساني :.
التفكير الإنساني: هو ذلك النشاط العقلي الذي يواجه به الإنسان مشكلة ما تصادفه في حياته

• وقد تطورت أساليب التفكير عبر العصور التاريخية المختلفة للإنسان لتتناسب مع قدراته ومستويات تفكيره والوسائل المتاحة له
ونستطيع أن نقسم مراحل التفكير من التطور الفكري والحضاري للإنسانية إلى 3 مراحل أساسية:
1. مرحلة حسية: في هذه المرحلة استخدم الإنسان حواسه المجردة والمعروفة في فهمه ومعرفته للأشياء وتفسيره للمواقف التي واجهته
2. المرحلة الفلسفية التأملية: يحاول الإنسان التفكير والتأمل في الظواهر والأساليب الأخرى التي لا يستطيع فهمها أو معرفتها عن طريق حواسه المجردة المعروفة (الموت-الحياة-الخلق-الخالق)
3. المرحلة العلمية التجريبية: حيث استطاع الإنسان وفي مرحلة متقدمة لاحقة من ربط الظواهر والمسببات بعضها بالبعض الآخر ربطا موضوعيا وتحليل المعلومات المتوفرة عليها بغرض الوصول إلى قوانين ونظريات وتعميمات تفيده في مسيرة حياته
ثانيا:تعريف المنهج العلمي في البحث وأهدافه :.
العلم: هو المعرفة المنظمة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب
بغرض وضع أسس وقواعد لها يتم دراسته0

العلم له جانبان :
أ‌- معرفة وإدراك منظم ومعمق القائم على الدراسة والتجربة وليس معرفة وإدراك سطحي بديهي
ب‌- ينشأ العلم عن طريق الدراسة أو التجارب أو الملاحظة ويحقق العلم أهدافا ضرورية تتمثل في الوصف والتفسير والتنبؤ.

المنهج: هو الطريق المؤدي للكشف عن الحقيقة في العلوم المختلفة وذلك عن طريق جملة من القواعد العامة التي تسيطر على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة مقبولة.

البحث العلمي :
• إنه محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها وفحصها وتحقيقها بدقة ونقد عميق ثم عرضها بشكل متكامل ولكي تسير في ركب الحضارة العلمية والمعارف البشرية وتسهم إسهاما حيا وشاملا
• هو استعلام دراسي جدوى أو اختيار عن طريق التحري والتنقيب والتجريب بغرض اكتشاف حقائق جديدة أو تفسيرها أو مراجعة للنظريات والقوانين المتداولة والمقبولة في المجتمع في ضوء حقائق جديدة أو تطبيقات عملية لنظريات وقوانين مستحدثة أو معدلة.

ثالثا: خصائص التفكير( البحث العلمي ):.
• الاعتماد على الحقائق والشواهد والابتعاد عن التأملات والمعلومات التي لا تستند على أسس وبراهين.
• الموضوعية في الوصول إلى المعرفة والابتعاد عن العواطف .
• الاعتماد على استخدام الفرضيات ( الحقائق المفترضة) والتي تحتاج إلى تأكيدها واستعاضتها بفرضيات أخرى تنسجم مع المعلومات المستجدة التي توفرت للباحث.


رابعا: البحث الجيد والباحث الناجح :.
أ‌) مستلزمات البحث الجيد:
1. العنوان الواضح والشامل للبحث :
ينبغي أن يتوفر 3 سمات أساسية في العنوان هي:
• الشمولية: أي أن يشمل عنوان البحث المجال المحدد والموضوع الدقيق الذي يخوض فيه الباحث والفترة الزمنية التي يغطيها البحث.
• الوضوح: أي أن يكون عنوان الباحث واضحا في مصطلحا ته وعباراته واستخدامه لبعض الإشارات والرموز.
• الدلالة: أن يعطي عنوان البحث دلالات موضوعية محددة وواضحة للموضوع الذي يبحث ومعالجته والابتعاد عن العموميات.
2. تحديد خطوات البحث وأهدافه وحدوده المطلوبة البدء بتحديد واضح كمشكلة البحث ثم وضع الفرضيات المرتبطة بها ثم تحديد أسلوب جمع البيانات والمعلومات المطلوبة لبحثه وتحليلها وتحديد هدف أو أهدافا للبحث الذي يسعى إلى تحقيقها بصورة واضحة ووضع إطار البحث في حدود موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم .
3. الإلمام الكافي بموضوع البحث:
يجب أن يتناسب البحث وموضوعه مع إمكانات الباحث ويكون لديه الإلمام الكافي بمجال وموضوع البحث .
4. توفر الوقت الكافي لدى الباحث:
أي أن هناك وقت محدد لإنجاز البحث وتنفيذ خطواته وإجراءاته المطلوبة وأن يتناسب الوقت المتاح مع حجم البحث وطبيعته .


5. الإسناد:
ينبغي أن يعتمد الباحث في كتابة بحثه على الدراسات والآراء الأصيلة والمسندة وعليه أن يكون دقيقا في جمع معلوماته وتعد الأمانة العلمية في الاقتباس والاستفادة من المعلومات ونقلها أمر في غاية الأهمية في كتابة البحوث وتتركز الأمانة العلمية في البحث على جانبين أساسيين :
• الإشارة إلى المصادر التي استقى منها الباحث معلوماته وأفكاره منها.
• التأكد من عدم تشويه الأفكار والآراء التي نقل الباحث عنها معلوماته.

6. وضع أسلوب تقرير البحث :
إن البحث الجيد يكون مكتوب بأسلوب واضح ومقروء ومشوق بطريقة تجذب القارئ لقراءته ومتابعة صفحاته ومعلوماته.
7. الترابط بين أجزاء البحث :
أن تكون أمام البحث وأجزاءه المختلفة مترابطة ومنسجمة سواء كان ذلك على مستوى الفصول أو المباحث والأجزاء الأخرى.
8. مدى الإسهام والإضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث :
أن تضيف البحوث العلمية أشياء جديدة ومفيدة والتأكيد على الابتكار عند كتابة البحوث والرسائل .
9. الموضوعية والابتعاد عن التحيز في ذكر النتائج التي توصل الباحث إليها .
10.توفر المعلومات والمصادر من موضوع البحث :
توفر مصادر المعلومات المكتوبة أو المطبوعة أو الالكترونية المتوفرة في المكتبات ومراكز المعلومات التي يستطيع الباحث الوصول إليها.
ب‌) صفات الباحث الناجح :
تتمثل أهم صفات الباحث الناجح فيما يلي :
1. توفر الرغبة الشخصية في موضوع البحث لأن الرغبة الشخصية في الخوض في موضوع ما هي دائما عامل مساعد ومحرك للنجاح.
2. قدرة الباحث على الصبر والتحمل عند البحث عن مصادر المعلومات المطلوبة والمناسبة .
3. تواضع الباحث العلمي وعدم ترفعه على الباحثين الآخرين الذين سبقوه في مجال بحثه وموضوعه الذي يتناوله.
4. التركيز وقوة الملاحظة عند جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها وتجنب الاجتهادات الخاطئة في شرح مدلولات المعلومات التي يستخدمها ومعانيها .
5. قدرة الباحث على انجاز البحث أي أن يكون قادرا على البحث والتحليل والعرض بشكل ناجح ومطلوب .
6. أن يكون البحث منظما في مختلف مراحل البحث .
7. تجرد الباحث علميا ( أن يكون موضوعيا في كتابته وبحثه )

خامسا : أنواع البحوث العلمية :
يختلف الكتاب في مجال طرق البحث العلمي ومناهجه في تصنيف البحوث وتقسيمها فمنهم من يقسمها
حسب مناهجها ( البحوث الوثائقية) وهناك قسم ثالث حسب جهات تنفيذها كالبحوث الجامعية الأكاديمية
والبحوث غير الأكاديمية .

مما سبق نستطيع أن نصنف البحوث إلى:
أ‌- أنواع البحوث من حيث طبيعتها:
• البحوث الأساسية:
هي بحوث تجرى من أجل الحصول على المعرفة بحد ذاتها وتسمى أحيانا البحوث النظرية وهي تشتق من
المشاكل الفكرية والمبدئية إلا أن ذلك لا يمنع من تطبيق نتائجها فيما بعد على مشاكل قائمة بالفعل.
• البحوث التطبيقية:
هي بحوث علمية تكون أهدافها محددة بشكل أدق من البحوث الأساسية النظرية وتكون عادة موجهة
لحل مشكلة من المشاكل العلمية أو لاكتشاف معارف جديدة يمكن تسخيرها والاستفادة منها وفي واقع
فعلي موجود في مؤسسة أو منطقة لدى الأفراد.

ب‌- أنواع البحوث من حيث مناهجها:
• البحوث الوثائقية:
هي البحوث التي تكون أدوات جمع المعلومات فيها معتمدة على المصادر والوثائق المطبوعة وغير
المطبوعة كالكتب والدوريات والنشرات.
ومن أهم المناهج المتبعة في هذا النوع :
البحوث التي تتبع المنهج الإحصائي .
 البحوث التي يتبع فيها الباحث المنهج التاريخي.
البحوث التي تتبع منهج تحليل المضمون والمحتوى .
• البحوث الميدانية:
هي البحوث التي تنفذ عن طريق جمع المعلومات من مواقع المؤسسات والوحدات الإدارية
والتجمعات البشرية المعنية بالدراسة ويكون جمع المعلومات بشكل مباشر من هذه الجهات وعن طريق
الاستبيان أو المقابلة وهناك عدد من المناهج المتبعة لهذا النوع:
البحوث التي تتبع المنهج المسحي .
البحوث التي تتبع منهج دراسة الحالة .
البحوث الوصفية الأخرى .
• البحوث التجريبية:
هي البحوث التي تجرى في المختبرات العملية المختلفة المهارات والأنواع سواء كان على مستوى العلوم
التطبيقية وبعض العلوم الإنسانية .

ج) من حيث جهات تنفيذها :
• البحوث الأكاديمية :
هي البحوث التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية المختلفة وتصنف إلى مستويات عدة هي:
البحوث الجامعية الأولية : أقرب ما تكون للتقارير منها للبحوث .
بحوث الدراسات العليا : رسائل الماجستير و الدكتوراه .
بحوث التدريسيين : تطلب من أساتذة الجامعات .
والبحوث الأكاديمية هي أقرب ما تكون للبحوث الأساسية النظرية منها للتطبيقية ولكن ذلك لا يمنع من
الاستفادة من نتائجها وتطبيقها فيما بعد .
• البحوث الغير أكاديمية :
هي بحوث متخصصة تنفذ في المؤسسات المختلفة بغرض تطوير أعمالها ومعالجة المشاكل فهي أقرب ما يكون للبحوث التطبيقية .
الجزء الثاني:
خطوات إعداد البحث:.

1- اختيار المشكلة البحثية.
2- القراءات الإستطلاعية.
3- صياغة الفرضية.
4- تصميم خطة البحث.
5- جمع المعلومات وتصميمها.
6- كتابة تقرير البحث بشكل مسودة.

أولآ: إختيار المشكلة البحثية:.
1) ماهي المشكلة في البحث العلمي؟
مشكلة البحث: هي عبارة عن تساؤل أي بعض التساؤلات الغامضة التي قد تدور في ذهن الباحث حول موضوع الدراسة التي اختارها وهي تساؤلات تحتاج إلى تفسير يسعى الباحث إلى إيجاد إجابات شافية ووافية لها. مثال: ماهي العلاقة بين استخدام الحاسب الألي وتقدم أفضل الخدمات للمستفيدين في المكتبات ومراكز المعلومات؟
وقد تكون المشكلة البحثية عبارة عن موقف غامض يحتاج إلى تفسير وإيضاح.
مثال: على ذلك اختفاء سلعة معينة من السوق رغم وفرة إنتاجها واستيرادها.
2) مصادر الحصول على المشكلة.
أ. محيط العمل والعبرة العلمية:
بعض المشكلات البحثية تبرز الباحث من خلال خبرته العلمية اليومية فالخبرات والتجارب تثير لدى
الباحث
تساؤلات عن بعض الأمور التي لا يجدلها تفسير أو التي تعكس مشكلات للبحث والدراسة.
مثال: موظف في الإذاعة والتلفزيون يستطيع أن يبحث في مشكلة الأخطاء اللغوية أو الفنية وأثرها على
جمهور المستمعين والمشاهدين.
ب. القراءات الواسعة الناقدة لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء وأفكار قد تثير لدى الفرد مجموعة من التساؤلات التي يستطيع أن يدرسها ويبحث فيها عندما تسنح له الفرصة.
ج. البحوث السابقة:
عادة مايقدم الباحثون في نهاية أبحاثهم توصيات محددة لمعالجة مشكلة ما أو مجموعة من المشكلات ظهرت لهم أثناء إجراء الأبحاث الأمر الذي يدفع زملائهم من الباحثين إلى التفكير فيها ومحاولة دراستها.
د. تكلفة من جهة ما:
أحيانا يكون مصدر المشاكل البحثية تكليف من جهة رسمية أو غير رسمية لمعالجتها وإيجاد حلول لها بعد
التشخيص الدقيق والعلمي لأسبابها وكذلك قد تكلف الجامعة والمؤسسات العلمية في الدراسات العليا والأولية بإجراء بحوث ورسائل جامعية من موضوع تحدد لها المشكلة السابقة.
3) معيار اختيار المشكلة:
أ. استحواذ المشكلة على اهتمام الباحث لأن رغبة الباحث واهتمامه بموضوع بحث ما ومشكلة بحثه محددة
يعتبر عاملا هاما في نجاح عمله وانجاز بحثه بشكل أفضل.
ب. تناسب إمكانيات الباحث ومؤهلاته مع معالجة المشكلة خاصة إذا كانت المشكلة معقدة الجوانب
وصعبة المعالجة والدراسة.
ج. توافر المعلومات والبيانات اللازمة لدراسة المشكلة.
د. توافر المساعدات الإدارية المتمثلة في التحملات التي يحتاجها الباحث في حصوله على المعلومات خاصة
في الجوانب الميدانية.
مثال: إتاحة المجال أمام الباحث لمقابلة الموظفين والعاملين في مجال البحث وحصوله على الإجابات المناسبة للاستبيانات وما شابه ذلك من التسهيلات.
هـ. القيمة العلمية للمشكلة بمعنى أن تكون المشكلة ذات الدلالة تدور حول موضوع مهم وأن تكون لها
فائدة علمية واجتماعية إذا تمت دراستها.
و. أن تكون مشكلة البحث جديدة تضيف إلى المعرفة في مجال تخصص البحث دراسته مشكلة جديدة لم
تبحث من قبل غير(مكررة) بقدر الإمكان أو مشكلة تمثل موضوعا يكمل موضوعات أخرى سبق بحثها
وتوجد إمكانيات صياغتها فروض حولها قابلة للاختبار العلمي وأن تكون هناك إمكانيات لتعميم النتائج التي
سيحصل عليها الباحث من معالجته لمشكلة على مشكلة أخرى.


ثانيآ: القراءات الإستطلاعية ومراجعة الدروس السابقة:.
أن القراءات الأولية الإستطلاعية يمكن أن تساعد الباحث في النواحي التالية:
1) توسيع قاعدة معرفته عن الموضوع الذي يبحث فيه وتقدم خلفية عامة دقيقة عنه وعن كيفية تناوله
(وضع إطار عام لموضوع البحث).
2) التأكد من أهمية موضوعه بين الموضوعات الأخرى وتميزه عنها.
3) بلورة مشكلة البحث ووضعها في إيطار الصحيح وتحديد أبعادها لمشكلة أكثر وضوحا ، فالقراة
الإستطلاعية تقود الباحث إلى اختيار سليم للمشكلة والتأكد من عدم تناولها من الباحثين آخرين.
4) إتمام مشكلة البحث حيث يوفر الإطلاع على الدراسات السابقة الفرصة للرجوع إلى الأطر (الإطار)
النظرية والفروض التي اعتمدتها والمسلمات التي تبنتها مما يجعل الباحث أكثر جراءة في التقدم في بحثه.
5) تجنب الثغرات الأخطاء والصعوبات التي وقع فيها الباحثون الآخرون وتعريفه بالوسائل التي اتبعتها في
معالجتها.
6) تزويد الباحث بكثير من المراجع والمصادر الهامة التي لم يستطيع الوصول إليها بنفسه.
7) استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة الأمر الذي يؤدي إلى تكامل الدراسات
والأبحاث العلمية.
تحديد وبلورة عنوان البحث بعد التأكد من شمولية العنوان لكافة الجوانب الموضوعية والجغرافية
والزمنية للبحث.

ثالثأ: صياغة الفروض البحثية:.
1) تعريف الفرضية أو الفرض:
الفرض هو تخمين أو استنتاج ذي يصوغه ويتبناه الباحث في بداية الدراسة مؤقت.
أو يمكن تعرفيه بأنه تفسير مؤقت يوضح مشكلة ما أ ظاهرة ما
أو هو عبارة عن مبدأ لحل مشكلة يحاول أن يتحقق منه الباحث بإستخدام المادة المتوفرة لديه.



2) مكونات الفرضية:
الفرضية عادة ما تكون من المتغير الأول المتغير المستقل والتالي المتغير التابع ، والمتغير المستقل لفرضية
في بحث معين قد تكون متغير تابع في بحث أخر حسب طبيعة البحث والغرض منه.
مثال: على الفرضيات التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية يتأثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج
المدرسة ، والتغير المستغل هو التدريس الخصوصي والتابع هو التحصيل الدراسي المتأثر بالتدريس
الخصوصي.
3) أنواع الفرضيات:
الفرض المباشر الذي يحدد علاقة إيجابية بين متغيرين
مثال: توجد علاقة قوية بين التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية والتدريس الخصوصي خارج المدارس
الفرض الصفري الذي يعني العلاقة السلبية بين المتغير المستقل والمتغير التابع
مثال: لا توجد علاقة بين التدريس الخصوصي والتحصيل الدراسي.
4) شروط صياغة الفرضية:
معقولية الفرضية وانسجامها مع الحقائق العلمية المعروفة أي لا تكون خيالية أو متناقضة معها.
ـ صياغة الفرضية بشكل دقيق ومحدد قابل للاختبار وللتحقق من صحتها.
ـ قدرة الفرضية على تفسير الظاهرة وتقديم حل للمشكلة.
ـ أن تتسم الفرضية بالإيجاز والوضوح في الصياغة والبساطة والإبتعاد عن العمومية أو التعقيدات
وإيستخدام ألفاظ سهلة حتى يسهل فهمها.
ـ أن تكون بعيدة عن احتمالات التحيز الشخصي للباحث.
ـ قد تكون هناك فرضية رئيسية للبحث أو قد يعتمد الباحث على مبدأ الفروض المتعددة (عدد محدود)
على أن تكون غير متناقضة أو مكملة لبعضها.
رابعا: تصميم خطة البحث:.
في بداية الإعداد للبحث العلمي لابد للباحث من تقديم خطة واضحة مركزة ومكتوبة لبحثه تشتمل
على ما يلي....
1) عنوان البحث:
يجب على الباحث التأكد من إختيار العبارات المناسبة لعنوان بحثه فضلا عن شموليته وارتباطه بالموضوع بشكل جيد، بحيث يتناول العنوان الموضوع الخاص بالبحث والمكان والمؤسسة المعنية بالبحث والفترة الزمنية للبحث.
مثال:علاقة التلفزيون بقراءة الكتب والمطبوعات المطلوبة عن طلبة الجامعة في مدينة الرياض لعام الدراسي /1999 2000م

2) مشكلة البحث:
خطة البحث يجب أن تحتوي على تحديد واضح لمشكلة البحث وكيفية صياغتها كما سبق ذكره.
مثال: ماهو تأثير برامج التلفزيون على قراءة الكتب والمطلوبة عند طلبة الجامعة في مدينة الرياض لعام الدراسي /1999 2000م
3) الفرضيات:
يجب أن يحدد الباحث- في الخطة – فرضيات بحثه، هل هي فرضية واحدة شاملة لكل الموضوع أم أكثر
من فرضية (كما سبق التوضيح)
مثال: لتلفزيون أثر سلبي وكبير على إقدام طالبة الجامعة على قراءة الكتب المطلوبة منهم.
4) يجب على الباحث أن يوضح في خطته أهمية موضوع البحث مقارنة بالموضوعات الأخرى والهدف من
دراسته.
5) يجب أن تشتمل خطة البحث أيضا على المنهج البحثي الذي وقع إختيار الباحث عليه والأدوات التي قرر الباحث إستخدامها في جمع المعلومات والبيانات (سوف يتم تفصيل مناهج البحث وأدوات جمع المعلومات لاحقا)
6) إختيار العينة:
على الباحث أن يحدد في خطته نوع العينة التي اختارها وهي لبحثه وما هو حجم العينة ومميزاتها وعيوبه والإمكانيات المتوفرة له عنها.
7) حدود البحث:
المقصود بها: تحديد الباحث للحدود الموضوعية والجغرافية والزمنية لمشكلة البحث.
خطة البحث يجب أن تحتوي على البحوث والدراسات العلمية السابقة التي اطلع عليها الباحث في مجال موضوعة أو الموضوعات المشابهة فعلى الباحث أن يقدم حصر لأكبر كم منها في خطة البحث.
9) في نهاية خطة البحث يقدم الباحث قائمة بالمصادر التي ينوي الاعتماد عليها في كتابة البحث.

خامسا: جمع المعلومات وتحليلها:.
عملية جمع المعلومات تعتمد على جانبين أساسين هما:
1) جمع المعلومات وتنظيمها وتسجيلها:
تسير عملية جمع المعلومات في اتجاهين :
أ‌. جمع المعلومات المتعلقة بالجانب النظري في البحث إذا كانت الدراسة ميدانية تحتاج إلى فصل نظري يكون دليل عمل الباحث.
ب‌. جمع المعلومات المتعلقة بالجانب الميداني أو التدريبي في حالة اعتماد الباحث على مناهج البحوث الميدانية والتجريبية فيكون جمع المعلومات فن معتمدا على الاستبيان أو المقابلة أو الملاحظة.
وفيما يتعلق بعملية جمع المعلومات تجدر الإشارة إلى نقطتين رئيسيتين:
جمع المعلومات من المصادر الوثائقية المختلفة يرتبط بضرورة معرفة كيفية استخدام المكتبات ومراكز المعلومات وكذلك أنواع مصادر المعلومات التي يحتاجها الباحث وطريقة إستخدامها.
وغالبا مايتوقف خطوات جمع المعلومات على منهج البحث الذي يستخدمه الباحث في الدراسة فاستخدام المنهج التاريخي في دراسة موضوع ما على سبيل المثال يتطلب التركيز على مصادر الأولية لجمع المعلومات مثل الكتب الدورية النشرات.... وغير ذلك.
أما استخدام المنهج المسحي في الدراسة يتطلب التركيز على المصادر الأولية المذكورة أعلاه بالإضافة إلى أدوات أخرى الاستبيان أو المقابلة مثلا.
2) تحليل المعلومات واستنباط النتائج:
خطوات تحليل المعلومات خطوة مهمة لان البحث العلمي يختلف عن الكتابة العادية لأنه يقوم على تفسير وتحليل دقيق للمعلومات المجمعة لدى الباحث ويكون التحليل عادة بإحدى الطرق التالية:
أ‌. تحليل نقدي يتمثل في إن برود الباحث رأيا مستبطا من المصادر المجمعة لديه مدعوما بالأدلة والشواهد.
ب‌. تحليل إحصائي رقمي عن طريق النسب المؤوية وتستخدم هذه الطريقة مع المعلومات المجمعة من الأشخاص المعنيين بالإستبيان ونسبة ردودهم وما شابه ذلك.
ـ كتابة تقرير البحث كمرحلة أخيرة من خطوات البحث العلمي:
يحتاج الباحث في النهاية إلى كتابة وتنظيم بحثه في شكل يعكس كل جوانبه ولأقسامه هذه الكتابة تشمل على جانبين رئيسيين:

A ) مسودة البحث:
لها أهميتها على النحو التالي:
إعطاء صورة تقريبية للبحث في شكله النهائي.
أن يدرك الباحث ماهو ناقص و ماهو فائض ويعمل على إعادة التوازن إلى البحث.
أن يرى الباحث ما يجب أن يستفيض فيه وما يجب عليه إيجازه.
أن يدرك الباحث ما يمكن اقتباسه من نصوص ومواد مأخوذة من مصادر أخرى وما يجب أن يصغه بأسلوبه.
تحديد الترتيب أو التقسيم الأولى للبحث.
B ) الكتابة النهائية للبحث:
سوف يتم تفصيلها ف





الجزء الثالث:
مناهج البحث العلمي

يختلف الكتاب بشأن تصنيف مناهج البحث العلمي فيضيف البعض مناهج ويحذف أخرين مناهج أو يختلفون
حول أسماءها فيما يلي سنعرض أهم المناهج التي يتفق عليها الكثير من الباحثين.
أولآ: المنهج التاريخي:.
1- نظرية عامة:
يستخدم المنهج البحثي في دراسة كثير من المضوعات والمعارف البشرية , حيث يعد التاريخ عنصر لاغنى عنه في إنجاز الكثير من العلوم الإنسانية وغير الإنسانية فكثر من الدراسات للظواهر الإجتماعية للملاحظة والدراسة الميدانية الأتية لفهمها ويحتاج الأمر لدراسة تطور تلك الظواهر وتاريخها ليكتمل فهمها.
ويعتمد المنهج التاريخي على وصف وتسجيل الوقائع وانشطة الماضي ولكن لا يقف عند حد الوصف والتسجيل ولكن يتعداه إلى دراسة وتحليل للوثائق والأحداث المختلفة وإيجاد التفسيرات الملائمة والمنطقية لها على أسس علمية دقيقة بغض الوصول إلى نتائج تمثل حقائق منطقية وتعميمات تساعد في فهم ذلك الماضي والإستناد على ذلك الفهم في بناء حقائق للحاضر وكذلك الوصول إلى القواعد للتنبؤ بالمستقبل.
 فالمنهج التاريخي له وظائف رئيسية تتمثل في التفسير والتنبؤ وهو أمر مهم للمنه العلمي.
2- أنواع مصادر المعلومات:
هناك نوعين من مصادر المعلومات المنشورة والمكتوبة , مصادر أولية ومصادر ثانوية:
المصادر الأولية: وهي التي تحتوي على بيانات ومعلومات أصيلة وأقرب من تكون للواقع وهي غالبآ ما تعكس الحقيق ويندر أن يشوهها التحريف فالشحص الذي يكتسب كشاهد عيان لحادثة أو واقعة معينة غالبا ما يكون مصيبا وأقرب للحقيقة من الشخص الذي يرويها عنه أو الذي يقرأها منقولة عن شخص أو أشخاص اخرين.
كذلك يمكن القول إن المصادر الأولية هي التي تصل إلينا دون المرور بمراحل تفسير والتغير والحذف والإضافة . ومن أمثلتها نتائج البحوث العلمية والتجارب وبراءة الإختراع والمخطوطات والتقارير الثانوية والإحصاءات الصادرة عن المؤسسات الرسمية والوثائق التاريخية والمذكرات ........إلخ.
المصادر الثانوية: فهي ثل الكتب المؤلفة ومقالات الدورية وغيرها من مصادر المنقولة عن المصادر الأخرى الأولية منها وغير الأولية.
ويعتمد البحث التاريخي أساسا على المصادر الأولية بعتبارها اقرب للحدث المطلوب دراسته وان لا يمنع ذلك من الإستعانة بالمصادر الثانوية إذا ما تعذر الحصول على مصادر أولية أو اذا.
رغب الباحث الأفادة مثلآ من الأخطاء التي وقع فيها الأخرون ممن سبقوا الباحث الذي يقوم به يسبق إليه الأخرون
3- ملاحظات أساسية على المنهج التاريخي:
أ) يهدف هذا المنهج إلى فهم الحاضر على ضوء الأحداث التاريخية الموثقة , لأن جميع الإتجاهات المعاصرة سياسية أو اقتصادية أو إجتماعية أو عملة لا يمكن أن تفهم بشكل واضح دون التعرف على اصولها وجذورها وطلق على هذا المنهج التاريخي المهج الوثائقي لأن الباحث يعتمد على يعتمد على استخدامه على الوثائق.
ب) استخدامآ رغم ظهور مناهج اخرى عديدة.
ج) لايقل هذا المنهج عن المناهج الأخرى بل قد يفوقها إذا ماتوفر له شرطان:
توفر المصادر لأولية وتوفر المهارات الكافية عن البحث.
د) يحتاج المنهج التاريخي مثله مثل باقي الناهج الى فرضيات لوضع اطار للبحث تحديد مسار جمع وتحليل المعلومات فيه.

ثانيآ: المنهج الوصفي (المسحي):.
الإجتماعي وتسهم في تحليل ظواهر هو يرتبط بالمنهج الوصفي عدد من المناهج الأخرى المتعرفة عن أهمها المنهج المسحي ومنهج دراسة الحالة.
1- تعريف المنهج المسحي أو المسح:
o يعرف بأنه عبارة عن تجيع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسساتإدارية او علمية أو ثقافية أو إجتماعية كالمكتبات والمدرس والمستشفيات مثلآ وانشطتها المختلفة وموظفيها خلال فترة زمنية معينة.
o والوظيفة الأساسية للدراسات المسحية هي جميع المعلومات التي يمكن فيها بعد تحليها وتفسيرها ومن ثم الخروج باستنتاجات
2- أهداف المنهج البحثي:وصف مايجري والحصول على حقائق ذات علاقة بشيء ما (كمؤسسات أو مجتمع معين أو منظمة جغرفية ما)
تحديد وتشخيص المجلات التي تعاني من مشكلات معينة والتي تحتاج إلى تحسن.
توضيح التحويلات والتغيرات الممكنة والتنبؤ بالمتغيرات المستقبلية.
 وعن طريق المنهج المسحي أو الدراسة المسحية يستطع الباحث تجميع المعلومات عن هيكل معين لتوضيح ولدراسة الأوضاع والممارسات الموجودة بهدف الوصول الى خطط أفضل لتحسين تلك الأوضاع القائمة بالهيكل الممسوح من خلال مقارنتها بمستويات ومعيار تم اختيارها مسبقاز
ومجال هذه الدراسات امسحية قد يكون واسعا يمتد الى اقليم جغرافية يشمل عدد من الدول وقد يكون المؤسسة اوشريحة اجتماعية في مدينة او منطقة وقد تجمع البيانات من كل فرد من افراد المجتمع المممسوح خاصة إذا كان صغيرآ او قد يختار الباحث نموذج أو عينة لكي تمثل هذا المجتمع بشكل علمي دقيق .
ومن الأساليب المستخدمة في جمع البيانات في الدراسات المسحية الستبيان او المقابلة.
وقد اثبتت الدراسات المسحية عدد من الموضوعات التي يمكن ان يناقشها الباحث ويطرح أسئلته بشأنها ومن أهمها:
أ) الحكومة والقوانين: والتي في إطارها يمكن دراسة طبيعة الخدمات التي تقدمها الهيئات الحكومية ونوعها
والتنظيمات السياسية الموجودة والجماعات أو الشخصيات المسيطرة عليها, والقوانين المتعلقة بغرض
الضرائب.....الخ.
ب) الأوضاع الاقتصادية والجغرافية: وفي إطارها يمكن بحث الأحوال الاقتصادية السائدة في مجتمع ما,
ويتأثر جغرافية منطقة ما على النقل والمواصلات بها ......الخ.
ج) الخصائص الاجتماعية والثقافية: وهنا يمكن بحث عدد من القضايا مثل الأمراض الاجتماعية المنتشرة
في مجتمع ما, الأنشطة والخدمات الثقافية الموجودة......الخ.
د) السكان: وهنا يمكن التساؤل حول تكوين السكان من حيث السن والجنس والدين, وحركة السكان
ومعدلات نموهم وكذلك معدلات الوفيات والمواليد......الخ.
ثالثا: المنهج الوصفي (دراسة الحالة):
 مقدمة :
يقوم على أساس إختيار حالة معينة يقوم الباحث بدراستها قد تكون وحدة إدارية وإجتماعية واحدة (مدرسة مكتبة.....إلخ) أو فرد واحد ( فرد مدمن مثلآ ) أو جماعة واحدة من الأشخاص (عائلة أو طلابي .....إلخ)وتكون دراسة هذه الحالة بشكل مستفيض يتناول كافة المغيرات المرتبطة بها وتتناولها بالوصف الكامل والتحليل ويمكن أن تستخدم ودراسة الحالة كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات في دراسة وصفية , وكذلك يمكن تعميم نتائجها على الحالات المشابهة بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد الحكم عليه.
 ومن ثم يمكن التأكد على الأتي:
أن دراسة الحالة هي إحدى المناهج الوصفية.
 يمكن أن تستخدم دراسة الحالة لإختبار فرضية أو مجموعة فروض.
عند استخدام للتعميم ينبغي التأكد من أن الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد التعميم عليه.
من الضروري مراعاة الموضوع و الإبتعاد عن الذاتيه في إختيار الحالة وجمع المعلومات عنها ثم في عملية التحليل ولتفسير.

مزايا دراسة الحالة:.
يتميز منهج دراسة الحالة بعدد من المزايا:
1- يمكن الباحث من التقديم دراسة شاملة متكاملة ومتعلقة لحالة المطلوب بحثها. حيث يركزها الباحث على الحالة التي يبحثها ولا يشتت جهودة على حالات متعددة.
2- يساعد هذا المنهج الباحث على توفير معلومات تفصيلية وشاملة بصورة تفوق منهج المسحي.
3- يعمل على توفير كثير من الجهد والوقت.

 مساوئ دراسة الحالة.
1. قد لاتؤدي دراسة الحالة إلى تعميمات صحيحة إذا ما كانت غير ممثلة للمجتمع كله أو للحالات الأخرى بأكملها.
2. إن إدخال عنصر الذاتية او الحكم الشخصي في اختيار الحالة أو جمع البيانات عنها وتحليلها قد لا يقود إلى نتائج صحيحة.
ولكن مع وجود هذه السلبيات إلا أن الباحث لو امكنه تجاوزها فإنه يحقق لبحثه الكثير من الإيجابيات كذلك فإن هذه الإيجابيات تزداد لو أنه أخذ في الإعتبار المتغيرات المحيط بالحالة التي يدرسها والإيطار الذي تحيا فيه.
وجديد بالذكر أن دراسة الحالة ثم اللجوء إليها في العديد من الدراسات القانونية ( معالجة الأحداث) وفي المواضيع التربوية والتعليمية والثقافية والسياسية والصحفية......إلخ.

 خطوات دراسة الحالة:
1) تحديد الحالة أو المشكلة المراد دراستها.
2) جمع البيانات الأولية الضرورة لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة واضحة عنها.
3) صياغة الفضية أو الفرضيات التى تعطي التفسيرات المنطقية والمحتملة لمشكلة البحث.
4) جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها والوصول إلى نتائج.

 أدوات جمع المعلومات:
1- الملاحظة المتعلقة حيث الباحث إلى تواجد وبقاء مع الحالة المدروسة لفترة كافية, ومن ثم يقوم الباحث بتسجيل ملاحظات بشكل منظم أول بأول.
2- المقابلة حيث يحتاج الباحث إلى الحصول على معلومات بشكل مباشر من الحالات المبحوثة وذلك بمقابلة الشخص أو الأشخاص الذين يمثلون الحالة وجها لوجه ووجيه الإستفسارات لهم والحصول على الإجابات المطلوبة وتسجيل الإنطباعات الضرورية التي يتطلبها الباحث.
3- الوثائق والسجلات المكتوبة التي قد تعين الباحث من تسليط الضوء على الحالة المبحوثة.
4- قد يلجأ الباحث قد يلجأ الباحث¬ إلى استخدام الإستبيان وطلب الإجابة على بعض الإستفسارات الواردة به من جانب الأشخاص والفئات المحيطةبالحالة محل البحث.
رابعا: 1/ المنهج التجريبي:.
 التعريف:
 المنهج التجريبي: هو طريق يتبعه الباحث لتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تخص ظاهرة ما والسيطرة عليها والتحكم فيها.
ويعتمد الباحث الذي يستخدم المنهج التجريبي على دراسة المتغيرات الخاصة بالظاهر محل البحث بغرض التوصل إلى العلاقات السببية التي تربط التي تربط بين المتغيرات التابعة وقد يلجأ الباحث إلى إدخال متغيرات جديدة من أجل التواصل إلى إثبات أو نفس علاقة مفترضة ما. كذلك فقد يقوم بالتحكم في متغير ما. واحداث تغيير في متغير أخر للتواصل لشكل العلاقة السببية بين هذين المتغيرين.
واستخدام المنهج التجريبي لم يعد مقتصرا على العلوم الطبيعية ولكن أصبح يستخدم على نطاق كبير أيضا في العلوم الإجتماعية وأن ارتبط استخدامه بشروط معينة من أهمها توافر امكانية ضبط المتغيرات
*وينبغي التأكد في المنهج التجريبي على نتائج:.
استخدام التجربة أي إحداث تغيير محدد في الواقع وهذا التغيير تسمية استخدام المتغير المستقل.
ملاحظة النتائج و أثار ذلك التغيير بالنسبة للمتغير التابع.
ضبط إجراءات التجربة للتأكد من عدم وجود عوامل أخرى غير المتغير المستقل قد أثرت على ذلك الواقع لان عدم ضبط تلك الإجراءات سيقلل من قدرت الباحث على حصر ومعرفة تأثير المتغير المستقل.
مثال: وجود طالبين بنفس المستوى العلمي والتعليمي والمهارات القرائية استخدام احدهما فهرس بطاقي تقليدي في مكتبة الجامعة واستخدام الثاني فهرس إلى مخزونه معلومات الحاسوب واشتمل الفهرسان على نفس المعلومات.
وصول الطلب الثاني مثلا الى المصادر التي يحتاجها بشكل أسرع يوضح لنا ان استخدام الحاسوب ( المتغير المستقل ) يسرع في عملية الوصول إلى الملومات التي يحتاجها الطالب في المكتبة (المتغير التابع)
وهنا لابد من التأكد من عدم وجود عوامل اخرى غير المستقل تؤثر على سرعة الوصول إلى المعلومات مثل وجود مهارات أخرى أعلى عند الطالب الأول عند مقارنته من عوامل قد تؤثر على مسار التجربة ونتائجها.

2/ مزيا المنهج التجريبي:
يعد المنهج التجريبي على وسيلة الملاحظة المقصودة كوسيلة لجمع المعلومات وفيها يكون الباحث وه الموجه والمسير للمشكلة والحالة بل هو الذي يأتي بها وجودها في بداية مسيرتها وعند انتهائه من جمع المعلومات فإن تلك الحالة أو المشكلة تذهب وتنتهي وهي بذلك تذهب وتنتهي. وهي بذلك تختلف عن الملاحظة المجردة التي عن طريقها لا يتدخل الباحث ولايؤثر في المشكلة أو الحالة المراد دراستها وإنما يكون را مراقبا وملاحظا ومسجلا لما يراه.
وهدة الطريقة تعتبر من الطرق الناجحة لإدخالها كمنهج ووسيلة للبحث عن العلوم الإجتماعية والإنسانية مثل علم الإدارة وعلم النفس والإعلام والمكتبات.....إلخ.
3/ سلبيات المنهج التجريبي:
أ) صعوبة تحقيق الضبط التجريبي في المواضيع والمواقف الإجتماعية وذلك بسبب الطبيعة المميزة للإنسان الذي هو محور الدراسات الإجتماعية والإنسانية وهناك عوامل إنسانية عديدة يمثل: (إدارة الإنسان – الميل للتصنع.....إلخ) يمكن أن تأثر على التجربة ويصعب التحكم فيها وضبطها.
ب) هناك عوامل سببية ومغيرات كثيرة يمكن أن تؤثر في الموقف التجريبي ويصعب السيطرة عليها ومن ثم يصعب الوصول إلى القوانين تحدد العلاقات السببية بين المتغرات.
ج) ويربط بذلك أيضآ أن الباحث ذاته يمكن أن نعتبرة متغيرا ثالثآ يضاف الى متغيرين (مستقل وتابع) يحاول الباحث ايضآ ايجاد علاقة بينهما.
د) فقدان عنصر التشابه التام في العديد من المجاميع الإنسانية المراد تطبيق التجربة عليها مقارنة بالتشابه الموجود في المجالات الطبيعية.
هـ) هناك الكثير من القوانين والتقاليد والقيم التي تقف عقبة في وجه إخضاع الكائنات الإنسانية للبحث لما قد يترتب عليها من أثار مادية أو النفسية.وامل غير التجريبية وضبطها.
4/ خطوات المنهج التجريبي:
1- تحديد مشكلة البحث.
2- صياغة الفروض.
3- وضع التصميم التجريبي هذا يتطلب من الباحث القيام بالأتي :
ـ إختيار عينة تمثل مجتمع معين أو جزآ من مادة معينة تمثل الكل.
ـ تصنيف المقحوثين في مجموعة متماثلة.
ـ تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها .
ـ تحديد وسائل قياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها.
ـ القيام بإختبارات اولية استطلاعية بهدف إستكمال أي أوجه القصور.
ـ تعيين كان التجربة وقت إجرائها والفترة التي تستغرقها.

5/ تقرير المنهج التجريبي:
• ينبغي التركيز في مثل هذا التقرير على الآتي:
1) المقدمة:
ويوضح فيها الباحث الآتي.
أ- عرض النقاط الدراسة الأساسية بما في ذلك المشكلة.
ب- عرض الفرضيات وعلاقتها بالمشكلة.
ج- عرض الجوانب النظرية والتطبيقية للدراسات السابقة.
د- شرح علاقة تلك الدراسات السابقة بالدراسة الذي ينوي الباحث القيام بها.
2) الطريقة:
وتشمل الأتي:
أ‌- وصف ما قام به الباحث وكيفية قيامه بالدراسة.
ب‌- تقديم وصف للعناصر البشرية أو الحيوانية والجهات التي شاركة الباحث في التجربة.
ج- وصف الأجهزة والمعدات المستخدمة وشرح كيفية إستخدامها.
د- تلخيص لوسيلة التنفيذ لكل مرحلة من مراحل العمل.
3) النتائج:
وتشمل الأتي:
أ‌- تقديم التلخيص عن البيانات التي تم جمعها.
ب- تزويد القارئ بالمعالجات الإحصائية الضرورية للنتائج مع عرض جداول ورسومات ومخططات.
ج- عرض النتائج التي تتفق أو تتقاطع مع فرضياتك

4) المناقشة المطلوبة مع الجهات المعنية:
المنهج الإحصائي:
التعريف:. هو عبارة عن إستخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة و تحليل البيانات لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل:
أ‌- جمع البيانات الإحصائية عن الموضوع.
ب- عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة.
ج- تحليل البيانات.
د- تفسير البيانات من خلال تفسير ماتعنية الأرقام المجمعة من نتائج.
ب- أنواع المنهج الاحصائي :
 أ) المنهج الإحصائي الوصفي:.
يركز على وصف وتلخيص الأرقام المجمعة حول موضوع معين ( مؤسسة أو مجتمع معين) وتفسيرها في صوره نتائج لا تنطبق بالضرورة على مؤسسه أو مجتمع أخر.
 ب) المنهج الإحصائي الإستدلالي أو الإستقراري :.
يعتمد على أختيار عينه من مجتمع اكبر وتحليل وتفسير البيانات الرقميه المجمعة عنها والوصول إلى تعميمات واستدلالات على ما هو أوسع وأكبر من المجتمع محل البحث .
كما يقوم المنهج الإحصائي الاستدلالي على أساس التعرف على ما تعنيه الأرقام الجامعية وإسقرارها ومعرفتها دلالتها أكثر من مجرد وصفها كم هو الحال في المنهج الوصفي .
 المقياس الإحصائي :.هناك عدة مقاييس إحصائية التي يتم استخدامها في إطار هذا المنهج منها المتوسط , الوسيط , المنوال كما يستخدم الباحث عدد من الطرق لعرض وتلخيص البيانات وإجراء المقرنات من بينها النسب والتناسب والنسب المئوية والمعدلات والجداول التكرارية ويمكن للباحث استخدام أكثر من طريقة في تحليل وتفسير البيانات.
ـ وهناك طريقان لإستخدام المنهج الإحصائي كما سبق ذكره.
إذا المنهج الإحصائي الوصفي والمنهج الإحصائي الاستدلالي .
ـ يمكن استخدام الحاسوب في تحليل الأرقام الإحصائية المجمعة من اجل تأمين السرعة والدقة المطلوبة .
ـ يتم جمع البيانات في المنهج الإحصائي عن طريق الأتي :
• المصادر التي تتمثل في التقرير الاحصائي والسجلات الرسمية وغير رسمية .
• الإستبيانات والمقابلات.
• ويمكن الجمع بين أكثر من طريق. 



*- منقول -*

الأحد، 25 يناير 2015

مدخل إلى مجتمع المعلومات 3/3 " تكملة "


متطلبات استخدام الانترنيت .
1- مفهوم الانترنت
2- التطورات التكنولوجية في الجزائر
3- متطلبات الاتصال و البحث في شبكة الانترنيت
4- بناء و تطوير مواقع ويب
5-تأثيرات استخدام الانترنت في المجتمع
الفصل الثالث : متطلبات استخدام الانترنيت
لقد مرت البشرية بتطورات عـديدة في مجـال المعلومــات و المعرفة ، كـما ذكرنا سابقـا ، لذا فــان تطور البشرية في ظل التطورات التكــنولوجية ، مر بعدة مراحل انطلاقـا من اختراع الورق من طرف الصينيين ، كــمرحلة موالية ثم ظهور الطباعة و تطورها ، و لم تتوقف عند هذه الانجــازات فقط بل و كنتيجة للتضخم الوثائقي الهــائل ، أدت الحــاجة لتخزينها ، إلى اكتشاف وسـائل جديدة تتمثل في اختراع الحواسيب و الأقــراص الضوئية و المضغوطة ، ثم أتت المرحلــة الأخيرة و التي كـانت بمثابة الخاتمة مع مواصلة التطور في هذه المرحلة ، و ذلك لحاجــة الإنسان الملحة إليهـا و هي الانترنيت ، و التي سنقوم بعرضهــا بالتفصيل في هذا الفصــل .
1- مفهوم الانترنيت :
شهد العالم الحديث تحولا كبيرا في استخدام الانترنيت ، و يعتبر هذا التحول بمثابة التغيير الثوري في حياة البشرية ، و في هذا المطلب سنحاول عرض جوانب مهمة ، تتضمن نشأة و تعريف الانترنيت ، ثم التطورات التكنولوجية ، و دخولها إلى الجزائر ، بالإضافة إلى بعض الصعوبات ، التي واجهت استخدام الانترنيت في
الجزائر .
1-1 نشأة و تعريف الانترنيت :
1-1-1 نشأة الانترنيت : [1]
تعتبر بداية الانترنيت بداية عسكرية ، حيث اصدر الرئيس الأمريكي في سنة 1957 م ، أمرا بإيجاد قاعدة معلومات لأغراض عسكرية ، شرط أن لا تتلف أثناء الحرب النووية ، فظهرت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة ، و نظرا لصعوبة تبادل نتائج أبحاث هذه الوكالة عبر حواسيبها ، تمت استشارة مجموعة علماء الكمبيوتر لإيجاد طريقة مباشرة ، للاتصال عبر حواسيبها دون حاسوب واحد ، مما أدى إلى تكوين شبكة لا مركزية من الحواسيب ، سميت ب: Arpanetو مع مرور الوقت توسعت أكثر ، من عشر جامعات و مؤسسات بما فيها وكالة الفضاء الأمريكية نازا ( NASA ) ، و في منتصف الثمانينات ربطت مؤسسة العلوم الوطنية في أمريكا
( NSF )، بين عدد كبير من الحواسيب الخاصة بالجامعات و المؤسسات الأكاديمية ، لتوصيل الباحثين إلى مصادر معلومات و ضمان التواصل المستمر بينهم .
و لكي يتم الاتصال بين الشبكات و الحواسيب فيما بينها ، يجب توفر قواعد و معايير تسمى بروتوكولات
أهمها : بروتوكول التحكم بالإرسال ، و بروتوكول الانترنيت ، و فيما يلي سنقوم بعرض لمختلف تطورات الانترنيت عبر التسلسل الزمني :[2]
- 1969:ظهور شبكةArpanet و هي وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة ، أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكي من اجل وضع الشبكة ، لربط روابط الجيش الأمريكي و مراكز البحث لضمان بقاء التشغيل ، حتى لو تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية للحرب .
- 1970:بداية استعمال أول بروتوكول N.C.Pعلى الشبكة الانترنيت .
- 1972: اختراع البريد الالكتروني .
- 1981: تعويض بروتوكول N.C.Pببروتوكول TCP\IPو هو اللغة المشتركة ، التي تتخاطب بواسطتها كل أجهزت الحاسوب المرتبطة بشبكة الانترنيت .
- 1983: انقسمتArpanet إلى Milinetو هي عسكرية عكس Arpanet ، التي كانت موجهة للقطاع الأكاديمي للأبحاث ثم تطورت فيما بعد ، لتصبح شبكة اتصالات تحت اسم الانترنيت .
- 1990:ظهور نظام التشغيل و انتشار الانترنيت و ظهور الحواسب و قدرتها على السرعة و المعالجة .
- 1992:طرح المركز الأوربي للبحث النووي مشروع الشبكة العنكبوتية و تأسست جمعية الانترنيت و ذلك لتشجيع الاهتمام بالانترنيت .
- 1996: انعقاد أول معرض دولي للانترنيت .
- 1997: ظهور الشبكة المحلية في المؤسسات .
و في نهاية التسعينات ارتبطت حوالي 186 دولة بالشبكة ، و بدأت يزداد عدد مستخدمي الانترنيت مع مرور السنوات ، نظرا لأهميتها و قدرتها على تقريب المسافات و ربح الوقت كما قال ماكلوهان : بفضلالشبكةأصبح العالم قرية صغيرة يعرف بعضها البعض الآخر .
و في الأخير نستنتج أن الانترنيت مرت بثلاث مراحل : مرحلة تقنية ، مرحلة تجارية ، مرحلة اجتماعية و ثقافية و في هذه الأخيرة أصبحت الانترنيت ، في متناول جميع المستفيدين على اختلافهم ، و أثرت على مختلف الميادين السياسية و الثقافية و التعليمية .
1-1-2 تعريف الانترنيت :
-التعريف اللغوي :[3]
كلمة انترنيت هي اختصار لمصطلح باللغة الانجليزية :Interconnection of net work،و الذي يعني شبكة ما بعد الشبكة ، تعني مجموعة من الأجهزة الالكترونية المرتبطة فيما بينها ، و المتناثرة عبر الكرة الأرضية تسمح بتمرير المعطيات بسهولة ، و بطريقة اقتصادية من نقطة لأخرى عبر الكرة الأرضية .
-التعريف الاصطلاحي :
لا يوجد تعريف كامل و شامل للانترنيت لأنها عبارة عن كل الشبكات المحلية الكمبيوترية ، مثل :Prepnet،Surnet ، Earnet...الخو التي تكون متصلة ببعضها البعض في جميع أنحاء العالم ، لتشكيل شبكة واحدة كبيرة لنقل المعلومات من منطقة إلى أخرى بسرعة فائقة ، و كلمة انترنيت هي اختصار لكلمات : Interconnection of net work،و هنالك من يعرف الانترنيت بأنها مجموعة كبيرة من أجهزة الكمبيوتر ، لتبادل المعلومات مع بعضها البعض ، عن طريق النسيج العالمي متعدد النطاق world wide web.
و يعرفها حشمت قاسم بأنها :[4]مجموعة من شبكات الاتصال المرتبطة ببعضها البعض ، و هذه المجموعة تنمو ذاتيا بقدر ما يضاف إليها من شبكات و حواسيب .
و في تعريف آخر :[5]هي شبكة معلوماتية قوامها الناس و الكمبيوترات ، مترابطة بأميال من الكابلات و الخطوط الهاتفية يتواصلون عبر لغة مشتركة ، عبر شبكة من الأقمار الصناعية و وسائل الاتصال المختلفة التي تربط بين الدول ، و هي بمثابة بلاد الكترونية جديدة مفتوحة للتواصل و تبادل الأفكار و الموارد ، و يحدد ماهيتها و مصيرها مواطنيها أي مستخدميها .
نستنج مما سبق أن الانترنيت هي تجميع ضخم ، من شبكات الكمبيوتر المتصلة ببعضها البعض ، لضمان اتصالات واسعة ، حيث تتكون هذه الشبكات من منظمات ، و مؤسسات متنوعة ، و جامعات ، و شركات تجارية ، و دوائر حكومية ، و هذه الشبكة تساعد على تبادل المعلومات و تسهيل الاتصالات ، بين الأفراد و المؤسسات لهذا سميت بشبكة الشبكات ، الشبكة العنكبوتية ، و كذا الطريق الالكتروني السريع للمعلومات .
2- التطورات التكنولوجية في الجزائر:
أثار تطـور التكنولوجيا في العالم كل من الهيئـات الرسمية و الغير رسمية ، بضرورة و أهمية المعلومة ،
و ضرورة توفير النسق الملائم لها ، لذلك كانت عملية امتزاج الإعـلام بالتكنولوجيا لها أثرها الخاص ، في عالم الصحافة المكتوب في العـالم و في الجزائر ، لاعتبارات وطنية ، فميلاد الصحافة الالكترونية في الجزائر ، فرض وجود جو تكنولوجيأساسه الانترنيت ، لذلك يتطلب هذا الكثـير من العمل والقواعد و البيانات التحتية ، في عالم الاتصال ، و هذا ما سنعرضـه من خلال النقاط التالية :[6]
2-1 دخول الانترنيت إلى الجزائر:
إن ارتباط الجزائر بالانترنيت يعود إلى سنة 1993 تحت وصاية مركز البحث العلمي و التقني Serist، الذي كان الموزع و الوسيط الوحيد للانترنيت على المستوى الوطني ، للهيئات الرسمية المختصة خصوصا في ميدان البحث ، إلى غاية 17 ديسمبر تاريخ فتح المجال أمام الخواص ، و لقد كان الهدف من وراء ربط الجزائر بالانترنيت ، هو تجسيد فكرة مشروع إقامة شبكة معلوماتية ، في إفريقيا تسمى : Rinaf و تكون الجزائر النقطة المحورية للشبكة في شمال إفريقيا ، في إطار مشروع تعاون مع منظمة اليونسكو .
إن هذه العملية من شانها أن تكفل قاعدة و بنية هامة ، في عالم التكنولوجيات الحديثة فتربط الفرد العادي بالعالم الخارجي ، و تحقق مقولة ماكلوهان العالم قرية واحدة ، و ترسخ هذا المفهوم أكثر فأكثر ليصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا و من تفكيرنا ،كيف لا و نحن أصبحنا و أصبحت المعلومة على أطراف أصابعنا .
ثم أن الحتمية التكنولوجية تفرض على جميع الدول ، التفتح على بعضها البعض حتى نتمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية ، بربط كل الهيئات و المؤسسات الناشطة في المجتمع ، بأحدث الوسائل و الطرق الاتصالية ، جلبا للتعاملات التجارية ، و ترويجا لفكرة الاستثمارات الدولية بالانتساب لمنظمات إقليمية تملي علينا شروطها ، و من أهمها تحسين قطاع الاتصالات .
2-2 أهم الإجراءات القانونية المنظمة للانترنيت في الجزائر:
حتى تتم عملية تطوير الانترنيت في الجزائر ، كان لابد من إيجاد صيغ قانونية تنظم بها الدولة الانترنيت في بلادنا ، لكي نتمكن من رسم الملامح النهائية لها ، على أساس مدى الحد الذي تسمح به لاستغلالها ، و كون القطاع كان محتكرا من طرف الدولة ، أصبح لزاما على السلطات ، التفكير في فتح المجال أمام المزودين
الخواص :[7]
-صادقتالحكومةعلى مرسوم رقم 98-257 الصادر في 25 أوت1918و الذي بموجبه تم الترخيص بإمكانية إنشاء موزعين وسطاء الانترنيت ، إلا انه لم يتم الاستغلال الحقيقي للشبكة ، الا بعد سنة 1999 حيث أصبح لدينا 18 موزع خاص ، إلى غاية سنة 2000 و استمر في الارتفاع إلى غاية أكتوبر من نفس السنة ، ليبلغ 65 موزع ما يعادل موزعين لكل 100000نسمة .
- و وقع ارتفاع في عدد الهيئات المشتركة بالشبكة سنة 1996 حيث ببلوغها 130 هيئة ، و في سنة 1999 سجل انتساب 800 هيئة منها 100 في القطاع الجامعي ، و 50 في القطاع الطبي ، و 500 في القطاع الاقتصادي ، و 150 في القطاعات الأخرى ، و عرفت نفس السنة اشتراك وصل إلى 3500 مشترك ، على مستوى مركز البحث الوطني .
- و أمام عدد الموزعين لها ، تمت الموافقة على عدد 74 موزع للانترنيت في بداية سنة 2002 و لكن القليل فقط منهم من كان ينشط ، بينما في سنة 2004 وصل العدد إلى ما يقارب 80 مؤسسة ، تحصلت على الرخصة للعمل في ميدان توزيع الانترنيت .
لقد كانت سنة 2002 نقطة محورية لانطلاق الانترنيت في الجزائر ، بمساعدة تلك الظروف المحيطة و المتعلقة بالرغبة في التنمية الاقتصادية ، و تهيئة الجو العام للبلاد أمام الاستثمارات الأجنبية .
فالجزائر في تلك المرحلة كانت تستعد للدخول إلى المنظمة العالمية للتجارة O.M.Cو تصبو للاتفاق ، حول الانضمام في شكل شراكة مع الاتحاد الأوربي ، لذا كان تحرير قطاع الاتصالات ، احد أهم الشروط كيف لا و نحن في عالم تحكمه الوسائل التكنولوجية الحديثة ، و الاقتصاد قائم على المعلومة و مدى انسيابها .
لهذا اعتبرت قضية تطوير و تحرير قطاع الاتصالات ، بمثابة دعامة للنمو الاقتصادي و التطور الاجتماعي ، و منه فقد كان لزاما أن يستفيد القطاع من التوجيهات الجديدة للاقتصاد ، و التبادل الدولي المنطوي تحت السوق التكنولوجية .
عموما استفاد قطاع تكنولوجيا الإعلام من 6.4مليار دج . من مجموع 24.7 مليار دج . كانت موجهة للإنعاش الاقتصادي .
و لنفس الغرض كانت الجزائر تسعى في برامجها ، لتطوير هذا القطاع بإعادة هيكلته ، و إعداد البنى التحتية و القاعدية لعالم الاتصال في الجزائر ، فمنذ سنة 2001 و الوزارات المعنية بقطاع الاتصال ، تطمح لفتح المجال أمام المستثمرين الخواص من دول العالم .
و ساعدها كثيرا تعديل مرسوم ،أوت 1998 بمرسوم ثاني الصادر في 14 أكتوبر 2000 و الذي من خلاله ، رخص لعملية الشراكة بين شركات أجنبية ، و فتح المجال للاستثمارات الخارجية في قطاع الانترنيت .
فكانت أول عملية جمعت مجموعة Wanadooبالشراكة ، مع الموزع EEPADفي مارس 2000 .
و على المستوى الرسمي تم التوقع بحلول سنة 2003 حدوث الربط الحضري ، بين مختلف المناطق في الجزائر و تم تحديد سنة 2005 كسنة يتم فيها تحرير قطاع الهاتف الثابت كليا ، ففي تصريح لوزير البريد و الاتصال آنذاك ، تأمل بحلول سنة 2010 أن نصل إلى تحقيق نسبة 01 هاتف ثابت لكل 01 ساكن ، و الوصول سنة 2015 إلى حصول كل جزائري على جهاز هاتف نقال ، ثم التغطية الكاملة و الشاملة لاحتياجات السكان ، في عملية المرور و التزويد بالانترنيت .
و وصل عدد المستخدمين لسنة 2010 إلى 500 مستخدم ، من بينهم 40 ألف مشترك بعد أن زودوا بأكثر من 40 نقطة وصول للانترنيت و 43 خط متخصص لبقية القطاعات ، من بينها الموزعين و الخواص ب 800 خط هاتفي مستخدم للدخول للشبكة ، و قدر عدد المستخدمين للانترنيت في الجزائر لسنة 2011 ب 1.700.00 مستخدم .
2-3 صعوبات استخدام الانترنيت في الجزائر:
واجه استخدام الانترنيت في الجزائر عدة صعوبات ، كانت ولازالت عائقا أمام إتاحتها بشكل طبيعي ، فيمكن تلخيصها فيما يلي :[8]
2-3-1 تدني القدرة الشرائية لدى الفرد الجزائري :
لا يستطيع المواطن البسيط أن تكون الانترنيت ، من ضمن احتياجاته اليومية ، بسبب الأجر المنخفض الذي يتلقاه ، بالإضافة إلى غلاء جهاز الحاسوب ، المجهز بالمودم و الذي لا تقل تكلفة عن 50.000 دج ، بالإضافة إلى دفع حقوق الاشتراك المباشر للانترنيت و الهاتف .
بالإضافة إلى وجود 10 موزعين فقط للانترنيت على المستوى الوطني ، بالرغم من حصول أزيد من 108 مورد انترنيت ، على الرخص لبدا النشاط ، إلا انه لم يستهل العمل فعليا سوى 37 موزع وسيط للانترنيت ، و هذا الأمر مرتبط بأمرين هما:
1-الاستثمار في سوق الاتصالات أمر معقد لان هذا السوق خاصة في ميدان التكنولوجيا الجديدة ، كشف عن تجارب إفلاس الشركات العالمية ، فغياب اقتصاد حر في بلادنا يعتمد على الاستثمار الحقيقي ، بدل الاعتماد الشبه كلي على قطاع المحروقات .
2- غلاء تسعيرة الانترنيت لمقاهي الانترنيت بسبب ارتفاع تسعيرة الهاتف ، قدرت ب500%مما أدى إلى عجز ميزانها التجاري ، ما يؤدي إلى الإفلاس لكن الدولة قامت بتدارك الوضع ، بخفض التسعيرة إلى 50 %بالنسبة لمقاهي الانترنيت ، و قد تم توقيع اتفاقيتين :
الأولى بين شركة اتصالات الجزائر و جمعية موزعي الانترنيت ، و الثانية بين نفس الشركة و مؤسسة أيباد لتخفيض التسعيرة ب 50 %و من خلال هاتين التسعيرتين ، تم تخفيض تسعيرة الدقيقة الواحدة من 1.5 دج إلى 0.5 دج قصد الدخول في الشبكة ، بالنسبة لمستعملين الخواص و أصحاب مقاهي الانترنيت ، و كذا لبدا العمل بنظام ADS1.
2-3-2 التركيبة النفسية للفرد في المجتمع الجزائري :
لا زال المجتمع الجزائري مجتمع ريفي رغم مظـاهر الحضارة ، التي تظهر لاسيما في المدن الكبرى ، لذلك يظل استعمال الانترنيت بعيدا عن ثقافتنا و استعمالنا اليومي ، فنحن نفضل طريقة الاتصال من الفم إلى الأذن ، على استعمال الهاتف ، و نحن لا نزال نفضل البريد الـعادي و الطرود البريدية على الرسائل الالكترونية ، و حتى في بحوثنا لا نستطيع أن نكتب على أجهزتنا حتى نمـر بأقلامنا العادية .
و يغيب على الفرد الجزائري في صفـة العموم ، ثقافة التعامـل مع و عبر الانترنيت ، و هو يعتبرها ثقافة دخيلة عن ثقافته إلى حد الآن .
أما بالنسبة للمواقع الرسمية الموجودة في الجزائر ، فهي في الغالب لا تحدث بصورة يومية و هذا الفعل ينصب في سببين هما :
- عدم إيمان الهيئات الرسمية الجزائرية ، بمدى فعالية الانترنيت في توصيل الإدارة بالمواطن .
- وجود طرق غير واضحة في استعمال الانترنيت ، لدى فئة عمرية معينة و يقل لدى فئة أخرى .
3- متطلبات الاتصال و البحث في شبكة الانترنيت :
تتطلب عملية الاتصال و البحث في شبكة الانترنيت ، وجود عددا من المعدات و الأجهزة و البرامج ، بالإضافة إلى توفر عدد من الخدمات المتاحة للبحث ، دون أن ننسى الأدوات التي يجب استعمالها في عملية البحث بالانترنيت ، و فيما يلي سنقوم بعرضها و تبيينها أكثر :[9]
3-1 المعدات و الأجهزة و البرامج اللازمة للاتصال بالانترنيت :
نحتاج أثناء عملية الاتصال بالانترنيت إلى مجموعة من المعدات ، و الأجهزة بالإضافة إلى عدد من البرامج نذكر منها : [10]
3-1-1المعدات و الأجهزة :
-جهاز الحاسوب :
إن اختيار نوع الحاسوب من حيث الذاكرة و سرعة المعالج و حجم القرص و نوعية الشاشة و توفر الوسائط المتعدد ة، تؤثر على نوعية الارتباط بالانترنيت و جودة الاتصال بها خاصة الواب .
بالإضافة إلى جهاز الحاسوب هناك معدات إعلام أخرى ، مثل بطاقة الصوت ( السماعات ) ، و جهاز الميكروفون ، التي نحتاجها لدعم الاتصالات الهاتفية ، و المحادثات الصوتية و المرئية .
-جهاز معدل ( Modem) :
يستخدم لربط الاتصال بين الحاسوب الشخصي ، فيمتد منه سلك ينتهي بالهاتف المخصص لعملية الاتصال ، ثم تتم عملية الاتصال عن طريق برامج معينة ، تؤمن الارتباط مع جهاز آخر ( خادم ) عن طريق خط الهاتف ، و يحول المودم الإشارات الرقمية ، إلى إشارات تناظرية يمكن إرسالها عبر الهاتف .
-خط اتصال هاتفي :
نستخدمخط الهاتف العادي الموصل بأسلاك الشبكة الهاتفية العامة ، التي تغطي اغلب الناطق عوضا عن إنشاء شبكة جديدة ، خاصة بالاتصال بين الحواسيب .
3-1-2البرمجيات :
تحتاج عملية الاتصال لبرامج من اجل القيام بها و تهيئة التوافقية بالبروتوكولات المتعارف عليها ، بين الحاسوب الشخصي و جهاز موفر الخدمة و شبكة الانترنيت و تتطلب هذه العملية :
- الاشتراك في الانترنيت باختيار احد مزودي الخدمة ، و توقيع عقد الاشتراك .
- اسم الدخول يسمح لحاسوب الشبكة أو حاسوب مزود الخدمة ، بالتعرف على المستخدم للدخول إلى
الشبكة .
- كلمة السر للتأكد من هوية الشخص ، المسموح له بالدخول .
- الفهارس و الأدلة و هي مواقع يشرف عليها مختصون بالفهرسة و التصنيف ، تقوم هذه المواقع حسب الموضوع مع روابط تؤدي إليها ، و هذه الفهارس أنواع : الأكاديميةالمتخصصة ، التجارية ، العامة ...الخ
- محركات البحث و هي مواقع مزودة ببرامج تبحث في المواقع الأخرى بالاعتماد على كلمة أو جملة مفتاحيه فتكشف محتوى الصفحات اعتمادا على النص الكامل و من أمثلتها : Altavista . Hot bot . Google و هناك محركات بحث عربية مثل : Ayna . Batouta .
3-2 خدمات البحث بالانترنيت :
تقدم شبكة الانترنيت خدمات جد مفيدة للمستفيدين ، و هذا من اجل الوصول إلى مواردها بسهولة منها ما يلي :[11]
3-21-البريد الالكتروني:
تعتبر خدمة البريد الالكتروني من أكثر الخدمات انتشارا ، حيث يعتبر وسيلة للاتصال المكتوبة بين شخصين و اقلهما كلفة ، و عملية البريد الالكتروني تشبه عملية البريد العادي ، ففي كلتا الحالتين تكتب الرسالة من شخص لآخر ، و تعنون و ترسل بالبريد ، أما البريد الالكتروني فيتم خزن الرسائل في صندوقه بانتظار قراءتها ، و بعد القراءة يستطيع المستلم رميها أو الاحتفاظ بها ، أو تحويلها إلى شخص آخر أو طباعتها .
كما يمكن لأي شخص فتح عنوان خاص به في الانترنيت مجانا ، حيث يستعمل هذا العنوان للاتصال بالمؤلفين في البحث عن المعلومات ، أو لطلب آخر الإصدارات ، أو الاتصال بالخبراء ، و يستخدم البريد الالكتروني فيما يلي :
- إمكانية إرسال الرسائل في أي وقت .
- إمكانية ربط الرسائل بملف و إرسال الملف مع الرسالة .
- السماح للأشخاص البعيدين عن بعضهم بالاشتراك بمشروع واحد ، مثلا : كتأليف كتاب أو بحث فيتبادلون مراجعة الأجزاء الخاصة بكل منهم ، عن طريق البريد الالكتروني .
و هناك 03 عناصر تعتمد على البريد الالكتروني ، في تجميع آراء و أفكار المشاركين و إرسال رسائلهم ، و تتمثل فيما يلي : [12]
-مجموعات المناقشة :
تتمثل في التبادل اليومي للأخبار و مناقشة مختلف المواضيع ، الثقافية ، العلمية ، الفنية،البيولوجية .....الخ
فباستطاعة أي مستعمل الاتصال بعنوان المجموعة و المشاركة في النقاش في الموضوع الذي يهمه .
-قوائم البث :
تعتمد على البريد الالكتروني ، فالرسالة تبعث للعديد من الأشخاص ، شريطة أن يكون المستعمل مسجلا في القائمة ، حتى يستطيع الدخول بحيث تتضمن هذه القوائم موضوعات مختلفة .
-الدردشة الالكترونية :
و تتمثل في التحاور المباشر سواء كان بالصوت فقط ، أو بالصوت و الصورة معا ، شرط توفر عنوان المستعمل و ذلك على شبكة الانترنيت .
3-2-2 خدمات نقل المعلومات:
يوجد نوعان في هذه الخدمات و هما:
-الربط عن بعد (Telnet) :
و تستخدم من اجل الاتصال عبر الانترنيت ، فتسمح بالوصول إلى الحواسيب عن بعد ، و الدخول فيها و التعامل معها مع أي ملفات و معلومات مخزنة بها ، شرط توفر رقم حاسب معين و كلمة مرور للدخول إلى الحاسب الأخر ، مثلا : الاطلاع على ملفات البحث في قواعد البيانات ، أو القيام بعمليات أخرى متوفرة في الحواسيب الأخرى ، و كأن تلك الحواسيب كلها في مكتب المستفيد ، كما أن Telnetتوفر للمستفيد بعضالخدمات، كالاتصال ببنوك المعلومات ، و الاطلاع على عناوين الكتب الموجودة في مختلف المكتبات العالمية ، و الوصول لمضامين تلك الكتب .
-بروتوكول نقل الملفات (File Transfer Protocol) :
وظيفته نقل الملفات الرقمية من حاسوب لأخر ، و هذه الملفات تكون إما على هيئة تقارير بحوث في مختلف الميادين ، أو قواعد بيانات ، أو حتى برمجيات الحاسوب Soft Ware و يتم التبادل بين الباحثين العلماء ، و آخرين أما البرمجيات المتاحة للنقل فإنها تتبع 03 أقسام :
1- برمجيات مجانية .
2- برمجيات مشتركة .
3- برمجيات تجارية .
3-2-3 خدمـات البحث:
تتمثل في :[13]
- الغوفر Gopher:
و هو نظام يسمح بالبحث عن المعلومات باستخدام قوائم الاستعراض، و هو يرتكز على تقنية النص
الفائق .
- ارتشي Archie:
هدفها تحقيق تموقع الملفات التي يبحث عنها المستفيد، كما أن هذا النظام قادر على الحركة، و التجول في البحث في مواقع بروتوكول نقل الملفات .
- وايس Wais:
تعني خدمة مزودة المعلومات لمناطق واسعة ،و هي عبـارة عن قواعد بيانـات بها الملايين من الوثـائق مختلـفة المواضيع و التخصصــات ،و يكون البحث عن طريق الكلمـات الدالـة بواسطة الروابط البولينية، و يبحث هذا النظـام في مكان المستخدم بقواعد البيانـات، و إذا وجد المعلومة المطلوبة يحفظ الملفــات و يرسلهـا عن طريق البريـد الالكتروني ، بالإضافـة إلى خدمــات البحث السابقــة الذكـر، هناك خدمـات أخرى :
-خدمات البحث في فهارس المكتبات .
-الخدمات المرجعية .
-خدمات الدوريات .
-خدمات الإعارة بين المكتبات .
-خدمات التوزيع الالكتروني للوثائق .
-خدمات المطالعة .
-خدمات نشر و توزيع المعلومات ،المتمثلة في الشبكة العنكبوتية)( w.w.w .
3-3 أدوات البحث في الانترنيت :
من خلال شبكة الانترنيت أصبح العالم متقارب جدا ،و هذا بفضل أدوات البحث كالمحركات و منها :[14]
3-3-1 محركات البحث :
تعد محركات البحث من البرمجيات المختصة في البحث عن المعلومة، في الانترنيت و هي برامج تجمع البيانات ،و تعرضها أمام المستخدمين الذين يقومون بالبحث عن كلمات معينة ،أو مواضيع ضمن مصادر الانترنيت المختلفة، و محرك البحث يبحث في الموقع بأكمله لتكوين قائمة جاهزة الاستخدام ،من طرف المستفيد ،و توجد عدة أمثلة عن محركات البحث و منها :
- Altavista:
هو من أشهر محركات البحث على الانترنيت ،و يتاح البحث فيه بعدة لغات ،ما عدا اللغة العربية فهي غير متوفرة به، إضافة إلى انه يحتوي على فهارس إقليمية ،و يمكن الوصول على محرك البحث Altavistaباستعمال العنوانالتالي : http\\www.Altavista.com
- Google:
يستخدم في البحوث البسيطة ،و يعتمد على مجموعة من التصنيفات الشهيرة، كي يعطي للمستعمل النتائج المطلوبة، و يعتبر هذا المحرك من أحسن الفهارس و أسهلها .
أما بالنسبة لمحركات البحث باللغة العربية، فهي قليلة مقارنة بمحركات البحث باللغات الأجنبية، و نتائج البحث التي يمكن الوصول إليها محدودة جدا، و هذه بعض الأمثلة عليها : sokhr . arabvista . ayna .
3-3-2محركات البحث الشاملة) الفائقة (Les metamoteurs:
تعمل على استجواب العديد من المحركات و الأدلة في آن واحد ، تبحث في كشافات المحركات الأخرى ثم تعطي النتيجة للباحث مع حذف التكرار ، و عندما يستخدم الباحث محرك البحث الشامل يتحصل على نتائج فورية ، لمحركات بحث مختلفة فهي تقوم بتنظيم النتائج بطريقة تصنيف خاصة ، و البحث بطرق مختلفة كالمنطق البوليني ، البحث التقاربي ...الخ .
و من الأمثلة عن محركات البحث الشاملة لدينا : Meta crawler . Mama . Kartoo
3-3-3الأدلة الموضوعية:
ترتبط هذه الأدلة بالعمليات اليدوية ، أي تعتمد كثيرا على العنصر البشري ، سواء في عملية التكشيف أو التصنيف و تشغل يدويا ، بواسطة المعلومات المخزنة يدويا ، و التي تغطي بيانات حول المواضيع المراد البحث عنها ، و تتم عملية البحث في الأدلة بطريقتين :[15]
- البحث بالكلمات المفتاحية :
تعتبر من أسهل طرق البحث ، و تتم بكتابة كلمة مفتاحية لها علاقة بموضوع البحث .
-البحث حسب الموضوع :
يتم فيه ترتيب المواقع بطريقة تسهل عملية البحث ، انطلاقا من موضوع عام إلى مواضيع فرعية ، و من الأمثلة الموجودة في هذه الأدلة الموضوعية نذكر :
1- الياهو Yahoo:
و يمكننا من التغطية الشاملة لكل جوانب موضوع البحث .
2- العميل الذكي :
و هو أداة تعمل عن طريق سلوكيات الباحث ، فهو برنامج لجمع و معالجة المعلومات .
3- عميل التجارة الالكترونية :
يستطيع مقارنة المنتجات في السوق ، و إيجاد أحسن الأسعار .
4- عميل البحث عن المعلومات :
يبحث عن المعلومة بكل ذكاء ، حيث يمكنه القيام ببحوث معقدة في الانترنيت ، و هو قادر على البحث عن الوثائق ، حتى و لو لم تحتوي على الكلمات الدالة .
5- عميل المساعدة :
يحقق وظائف بصفة مستقلة دون التفاعل مع الإنسان ، تستعمل أغلبيتها في تسيير الشبكات .
6- العميل المستقل و المتحرك :
لهذا العميل استقلالية التنقل على الشبكة ، حيث ينجز عدة وظائف دون مراقبة المستعمل .
7- العميل الشخصي :
يجيب على إشكالية التخفيض الذكي لحجم المعلومة المحصل عليها ، و يوزعها حسب الطلب و يقدم إمكانية تصفية المعلومات مهما كانت ، سواء جرائد الكترونية ، إعلانات ، برمجيات ، حيث يسمح للمستخدم باكتشاف جزء من الواب ، و اقتراح انتقادات أو ملاحظات .
4- بناء و تطوير مواقع الويب :
يجب على مصممي الموقع الالكتروني أن يعملوا بأمور في عملية التصميم ، لتفادي الفجوات و النقائص التي تظهر بعد عملية التصميم ، حيث أن هناك ضوابط لعملية بناء مواقع ، و قواعد لعرض معلومات المستخدم و تدعى بهندسة مواقع الويب وفق خصائص الإنسان .
و بظهور الويب أصبح بالإمكان نشر المعلومات ، في شكلها المترابط و المتشعب ، لاستعمال المواقع قصد تنظيمها و عرضها .
4-1 تعريفالويب : [16]
الويب أو الشبكة العنكبوتية w.w.w طور من طرف الباحث "برنرزلي" بمخابر Cerm بسويسرا ،
و هي طريقة لنشر المعلومات مباشرة إلى الطرف الأخر بالانترنيت ، و الاتصال مع الملايين من الأفراد المستخدمين للويب و الانترنيت ، و يوضع الموقع على إحدى الخادمات فنصل لمحتوياتها بفضل المتصفح ، و يحتوي موقع الويب على صفحة الاستقبال ( الصفحة الأولى ) ، و هي متصلة بصفحات أخرى عن طريق روابط ، فيتنقل المستخدم من صفحة إلى أخرى بصفحة علوية أو سفلية .
الويب برنامج يربط مختلف الوثائق الموجودة بالانترنيت ، و هو وسيلة اتصال بين المعلومات الموجودة على الشبكة باستعمال نظام ترابطي تشعبي ، و خدمة الويبهي الأكثر شعبية مقارنة بالخدمات الأخرى ، بسببالإعلامالمتعدد : نص ، صورة ، صوت ، فمتصف الويب يتنقل من نص لآخر باستخدام المتصفح ،لعرض محتويات المواقع، و عند الحديث عن الويب يجب الإشارة إلى :
- النص المترابط Hypertexte:
ويعنيبالعربية الفائق ، المتشعب ، و يعني إمكانية الانتقال من صفحة لأخرى ، بالضغط على رابط الانتقال ، الذي قد يكون صورة ، أو جملة ، أو كلمة ...الخ
- لغة النص المترابط HTML:
هي لغة تترجم المعلومات لمحتوى الكتروني ، يمكن تصفحه عبر المواقع ، و هي لغةلبناء المواقع الالكترونية .
- بروتوكول نقل النص المترابطHTTP:
هو بروتوكول اتصال ، بين المتصفح و الخادم على الويب .
- المتصفحNavigateur :
هو برنامج يسمح بتصفح مواقع الويب ، و إظهار محتوياتها ، و يسمى الزبون ، و هناك العديد من هذه
البرامج :Intente . Explorer . Netscape . Mosaic
4-2 أنواع المواقع :
تقسم المواقع حسب النوع ، أو الشكل ، أو المحتوى ، أو العرض و من بينها :[17]
-المواقع الحكومية:
هي مواقع تابعة لهيئات أو مؤسسات رسمية ، تحتوي على تعريفها و نشاطاتها و أهم خدماتها ، و توفر للمواطن المعلومات اللازمة ، كمواقيت العمل ، الزيارات ، و الاتصال بالمسؤولين ، أو الاتصال بمصلحة من مصالح المؤسسة .
-مواقع تعليمية تربوية أو أكاديمية:
و هي مواقع خاصة بالمؤسسات التعليمية ، كالمعاهد ، الجامعات ، الكليات ، و تقوم بنشر البحوث العلمية و التعليم عن بعد و تطوير برامج التعليم ، و التفاعل مع الطلبة و الباحثين ، عن طريق بيئة تعليمية افتراضية .
- المواقع الإخبارية الإعلامية:
وظيفتها إخبارية خاصة بمؤسسات إعلامية ، سواء قنوات تلفزيونية ، أو إذاعية ، أو صحف أو مجلات .
-مواقع تجارية تسويقية :
لها أغراض اشهارية و تروج لسلع و منتجات ، قصد البيع على الخط المباشر ، و هذا ما يعرف بالتجارة الالكترونية .
-مواقع ثقافية:
تقدم معلومات تثري رصيد الزائرين ، كالمعلومات الأدبية و العلمية ، بالإضافة إلى أنها تقدم مسابقات علمية .
-المواقع الشخصية:
يقوم بإنشائها أفراد معينون ، و غالبا تحمل أسماء هؤلاء الأفراد ، و تعرف بهم و بتخصصاتهم .
-المواقع الترفيهية:
تحتوي على زوايا و أركان الغرض منها ، ترفيه و تسلية الزائر كالألعاب و المحادثة .
4-3 العوامل التي تجعل المستخدم يستقر في تصفح موقع معين:
يحبذالمستخدمعادة عند زيارته للموقع عدة أمور منها : العرضالجيد ، التنظيم العام للصفحات ، الأركان التفاعلية ، لكن الدراسات العلمية التي أجراها مركز " فور ستر" للأبحاث ، خلصت إلى أن سهولة الاستعمال
و سرعة التنزيل ، و التحديث المنظم هي من العوامل التي مثلت إجابات المستخدمين ، و هي نفسها التي تجعلهم يستقرون في تصفح موقع معين ، و يعودون إليه مرة أخرى ، و فيما يلي تفصيل لهذه العوامل :
-جودة المحتوى:[18]
يجب أن تكون المعلومة التي يحصل عليها الباحث ذات جودة عالية ، حيث أصبحت الجودة مطلوبة
جدا ، خاصة بعد الانفجار ألمعلوماتي ، على شبكة الانترنيت .
-سهولة الاستعمال:
يجب أن يكون الموقع سهل الاستعمال ، و معلوماته مرتبة بوضوح و إحكام ، فهذه السهولة تقتصد الوقت و الجهد المبذول ، غير أن سهولة الاستعمال لا تتم إلا بوضع مخطط ، و خريطة للموقع تساعد أي متصفح للموقع ، على التعرف على طريقة تصميم المعلومات و عرضها .
- سرعة تنزيل المعلومات:
بعد التأكد من جودة المحتوى يرغب المستخدم بتنزيل المعلومات ، لطباعتها و قراءتها و هي عملية تكلف بعض الوقت ، و يدخل فيها نوع من الاتصال بالانترنيت ، و حجم الملفات المراد تحميلها ، و سرعة استجابة الموقع ، فبعض المواقع ترغب بتنزيل ملف معين لمستخدم ما ، و ذلك بإرسال رسالة إلى علبته الالكترونية بسرعة ، و يمكن للملفات الكبيرة أن تقسم ، حتى يسهل تنزيلها أو وضع برامج تسريع التحميل .
-التحديث المستمر لمعلومات الموقع:
يجب أن يكون هناك تحديث مستمر ، لمعلومات الموقع من اجل إرضاء المستخدم ، و جلبه للموقع .
5-تأثيرات استخدام الانترنت في المجتمع:
هناك نوعان من التأثيرات الناتجة عن استخدام الانترنيت في المجتمع وهي كماسيأتي :
5-1 التأثيرات الإيجابية:
-إن سرعة بث ونشر المعلومات جعل الناس يعرفون الأخبار الجديدة وهذا ما يؤدي بهم إلى ممارسة ضغوط على الحكومات بغية الأزمات.
-ثورة المعلومات والشبكات زادت من حاجة الدبلوماسية إلى مراكز معلومات تساعدهم في عمليات صنع القرار والحصول من خلالها على المعلومات الدقيقة والحديثة.
-أصبحت شبكة الانترنت الآن وسيلة من وسائل التبادل التجاري والترويج للسلع إن يمكن الآن الإطلاع على آخر أخبار الأسعار وأحداث المعلومات حول المؤسسات التجارية والصناعية وبالتالي إتمام صفقات الشراء عبر الشبكة.
-إن أهم فائدة لشبكة الانترنت على المجتمع هو التعليم إذ أن ما توفره الشبكة من معلومات وإمكانات تجعل التعليم عن بعد ممكنا بين الطلبة والأساتذة وهذا بمعرفة طرق استخدام الانترنت.
-سمحت الانترنت بتحقيق التقارب الثقافي بين الشعوب بمختلف الشرائح مجتمعاتها.
-ساهمت الانترنت في توطيد العلاقات الاجتماعية بين المجتمعات والشعوب وأصبحت أهم وسيلة لالتقاء مختلف شرائح المجتمع وتبادل الآراء ووجهات النظر من خلال خدمات الدردشة، مقاهي الانترنت وغيرها.
-إلى جانب استخدام الشبكة لغرض البحوث العلمية والمعلومات المتخصصة في مجال عمل ما كذلك بقيت استخداما واسعا بغية الترقية والتسلية ولسماع الموسيقى والألعاب باستخدام أدوات الشبكة للإبحار في هذه الفضاءات وتحقيق الراحة والمتعة.
لقد حولت شبكة الانترنت العالم إلى قرية كونية وساهمت في كسر الحواجز الجغرافية بين البلدان إذ يمكن زيارة أية منطقة انطلاقا من الشبكة دون الحاجة إلى جواز السفر وفي وقت قصير جدا فقط بمعرفة كيفية استخدام الانترنت[19].
5-2 التأثيرات السلبية:
- الكم الهائل من المعلومات التي تضاف إلى شبكة الانترنت يوميا وتنوعها يجعل عملية الحصول عليها أمر صعبا وفي أغلب الأحيان لا يتم الحصول على المعلومات المطلوبة وسط الكم الهائل المتوفر[20].
- استفحال ظاهرة سرقة المعلومات والتجسس والقرصنة مما دفع بالكثير من المؤسسات إلى وضع بروتوكولات أمنية لحماية المعلومات على الانترنت ولكن رغم هذا فهي تتعرض لفيروسات التي تصيب المعلومات المختزنة بها[21].
- العديد من معلومات الانترنت مؤقتة وتخزن في قواعد عديمة التنظيم.
- الحصول على المعلومات وغير الأخلاقية والتوجهات العنصرية وهذا ما له انعكاسات ضارة على الشباب
- مشكلة حقوق النشر والسرقة العلمية لعدم وجود قوانين تحكمها وصعوبة تطبيقها.
- صعوبة تبادل المعلومات باللغة العربية، فيجب أن تخضع كل البرامج العالمية إلى نفس صيغة التعريب والتقنين في مجال المعلومات[22].
- رغم أن الانترنت ساهمت في ظهور وظائف جديدة إلا أنها في الوقت ذاته مستقل من فرص العمل وسيتم الاستغناء عن العديد من الوظائف التقليدية[23].
خلاصة :
ومما ذكـرناه نستنتج أن الانترنت شبكــة مفتوحة على العــالم ، وتعد أهم واكــبر مصدر للمعلومـات لاحتوائها على الكـم الهائل من محركـات بحث وقدر ضخم من المعلومات على أنواعها وحداثتها ، ولهذا ليس هنـاك اختلاف على أن التحــول إلى استخدام الانترنيت ، هو بمثابة تغيير ثوري فالشبكـة ناقل ذوا اتجاهين ، و هي لا تنطلق من الفرد إلــى العــديد ، كـوسائل الإعلام التقليديـة ، بل من العديد إلى العديــد ، و عليه فإنها تقدم سوقـا جديدا و سريع النمـو .
و مـع انتشار ظاهرة التضخم الرهيب للشبكــات ، أصبحت خطوط ربط الشبكــة مزدحمة للغاية ، نتيجة كــم البيانات الهائل ، و المتبادل بين الأجهــزة المتصلة بالشبكــة .
مع اعتبارهــا أهم و اكــبر لاحتوائه ا على الكــم الهائل من المعلومــات ، علــى اختلاف أنواعهـا و حداثتها ، و محركــات البحث المختلفة لذلك فـان نسبة مستخدميهـا
، في تزايد مستمر و مرتفع نظــرا لتعدد خدماتهــا ، بحيث أن كــل مستخدم يجد فيهـا مـا يحتاج إليه .

[1]- ابراقن محمود. الانترنت : دراسة اتصالية ومصطلحين في :مجلة المعلومات العلمية والتقنية .ع.1، 1991 ص. 25.
[2]-نفس المرجع ،ص43
[3]- لعقاب، محمد.مرجع سابق .ص32 .
[4]-عبد الهادي ،محمد فتحي .مرجع سابق ،ص416
[5]-ربحي مصطفى عليان و عمر الهمشري ،المرجع في علم المكتبات و المعلومات .ص570 .
[6]-ابراهيم ،بوداود. مرحع سابق،ص80
-[7] ابراهيم ،بوداود. مرحع سابق،ص80
[8]- الحكومة الجزائرية رائدة في تحديث قطاع التكنولوجيا متوفر على الخط: htt//:www:magharebia.com اطلع عليه يوم: 11-11-2008
[9]- ربحي مصطفى عليان و امين النجداوي .مقدمة في علم المكتبات و المعلومات ،عمان :دار الفكر، 2001 ،ص296 .
[10]- ربحي مصطفى عليان و امين النجداوي .مرجع سابق،ص299 .
[11]- ابراهيم ،البندري. الانترنيت و الخدمات، عمان:دار الثقافة للنشر و التوزيع،1998 ،ص.373 .
[12]- لعقاب، محمد.مرجع سابق .ص40 .
[13]- عمر الفرا ،عبد الله .تكنولوجيا التعليم و الاتصال ،عمان:دار الثقافة للنشر و التوزيع ،1999.ص387
-[14]أهم محركات البحث.متوفر على الخط:http://cybarians.info/journal/n02/searchengines.html.اطلع عليه يوم:02-01-2012
[15]-محمد عبده، فاطمة الزهراء. محركات بحث على شبكة الأنترنت. متوفر على الخط:
http://www. Cybrarians. Info/ journal /n02 / searchengines. اطلع عليه يوم:04-02-2012

[16]- الانترنتو الويب.متوفر على الخط: http://fr.wikipedia.org/wiki .اطلع عليه بوم:12-11-2011
[17]- العمران حمد بن ابراهيم.انواع المواقع على الانترنت .متوفر على الخط: .http://informatics.govاطلع عليه يوم:02-03-2012
[18]- العمران حمد بن ابراهيم.مصداقية المعلومات على الانترنت .متوفر على الخط: .http://informatics.govاطلع عليه يوم:02-03-2012
[19] زكي حسين الوردي. المعلومات والمجتمع.عمان: دار الوراق للنشر والتوزيع 2002-ص250-265.
[20] نبيل علي. "الانترنت: حديث النعم وحديث النقم". العربي. ع. 496، 2000م. ص. 30.
[21] النادي العربي للمعلومات نظم المعلومات الحديثة في المكتبات والأرشيف. دمشق: النادي، تموز /يوليو، 2000. ص. 43-44.
[22] زكي حسين الوردي. المرجع السابق.ص259- 260 – 261.
[23] صوفي عبد اللطيف. الانترنت: إمكاناتها أدواتها وجدواها في المكتبات العامة"في تكنولوجيا المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات العربية بين الواقع والمستقبل وقائع المؤتمر العربي الثامن للمعلومات. القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1999. ص.387.

 
gougue mohamed hassi bahbah djelfa algeria - قوق محمد حاسي بحبح الجلفة الجزائر - Goug Med