تعريف التنمية البشرية - Human Development Definition
الإنسان،
دائماً و أبداً، هو الثروة الحقيقية؛ فبعقله و إبداعاته تتشكل الحضارات
الإنسانية، و تربية الإنسان و تنميته هو طريق الاستثمار الصحيح للشعوب.
مفهوم
التنمية البشرية ظهر في عقود الحداثة الأخيرة ضمن مجموعة مفاهيم سوق العمل
المعاصرة و زاد تردده فيما يتعلق بالتطوير و الحاجة للتعامل مع مشكلات
أمية الثقافة التكنولوجية، و ثقافة الرأي و الرأي الآخر، و ثقافة التواصل
الفعال...إلخ.
تم
نشر أول تقرير عن التنمية البشرية Human Development Report في عام 1990
حيث ذكر فيه نصياً:" الشعب هو الثروة الحقيقية لأي أمة"“People are the
real wealth of a nation".
و
قد تم دعم هذه الرؤية بثروة معلوماتية مأخوذة من تجارب سابقة Empirical
data، مع أساليب جديدة في طرق تناول القياس لمعدلات التنمية، من منظور
تقدم حياة الإنسان المعاصر، و ضرورة إثراء حياته معنويا فضلا عن إثرائها
اقتصاديا.
و
بمتابعة مؤشرات التنمية البشرية خلال العقود الأخيرة يتضح ارتفاع معدلات
متوسط الأعمار و الحالة الصحية، الثقافة و الاتجاهات التعليمة، أنماط
الاستهلاك و هذه المؤشرات ارتفعت حتى في الدول الأقل تقدما.
تصنيف القوة البشرية: تُصنف القوى البشرية في مجتمع ما إلى الفئات الآتية:
الأطفال
من الجنسين؛ يصب في ملف الأطفال الكثير من قضايا التنمية البشرية؛ مثل
قضايا الصحة و التعليم و الحماية و التأهيل، فهم مشروعات استثمارية، و التي
يجب أن يُخطط لنتائجها المستقبلية جيدا؛ بداية من مرحلة ما قبل الميلاد
برعاية الأسرة و الأم ثم الرعاية الصحية و التعليمية و الثقافية و التهيئة
لمرحلة الشباب وسوق العمل... إلخ.
الشباب
من الجنسين؛ هم بداية الحصاد للخطط السابقة و بداية تنفيذ الخطة التنموية
بدخول الشباب لسوق العمل مُعدا بالمهارات المهنية و الاحترافية... إلخ.
متوسطي العمر؛ قمة العطاء و النشاط بسبب الخبرة المكتسبة... إلخ.
مرحلة التقاعد؛ كنز من الخبرات لابد من رعايته و دعمه و الاستفادة منه.
مؤشرات التنمية البشرية HDI Human Development Index:
ويشير
المصطلح إلى "الأسلوب الأكاديمي العالمي" لقياس التنمية البشرية؛ من خلال
الجمع بين مؤشرات Indicators مختلفة مثل: متوسط العمر Life Expectancy و
التحصيل العلمي Educational Attainment و الدخل السنوي Annual Income،
لإنشاء إحصاء واحد فقط Single Statistic ، و الذي يعد بمثابة إطار مرجعي
لكلٍٍ من التنمية الاجتماعية و الاقتصادية Social and Economic
Development على حد سواء، على المستوى العالمي؛ حيث يحدد المدى بين الحد
الأعلى و الحد الأدنى لكل مؤشر من المؤشرات السابقة فيما يعرف بالأهداف
المنشودة Goalposts , أو معايير القياس Measurement Standards، و بناءاً
عليه، يتم قياس المستوى التنموي لكل قطر Country على مستوى العالم وفقا
لهذه المعايير أو الأهداف معبراَ عنها بقيمة بين (الصفر – 1)؛ على سبيل
المثال: في الفترة الزمنية 1980- 2010 تم وضع الحد الأدنى الصحي لمتوسط
العمر 20 عاما، و الحد الأعلى الصحي لمتوسط العمر 83.4 عاما، فالقيمة
الفارقة 63.4 عاما؛ 83,4 - 20 = 63,4 تنسب إلى الواحد الصحيح؛ 63,4
(الفارق القياسي بين الحد الأعلى و الأدنى)، فإذا كان الحد الأعلى للعمر
في بلدٍ ما 55 عاما فإن الفارق ينخفض إلى 35 عاما؛ 55- 20 = 35 فتكون
النسبة بينهما:
35
: 63,4 = 0,552! و هذا يعني أن متوسط العمر منخفض في هذا البلد بنسبة
0,552، و بالنظر لهذه النسبة، يتضح أنها تعكس وجود مشكلات خطيرة خاصة
بالتنمية البشرية في هذا البلد.
تناول مفهوم التنمية البشرية من وجهات النظر المختلفة:
1-
على المستوى الدولي و مستوى المنظمات الدولية : تهتم المنظمات الدولية
العالمية بتفعيل مشروعات حقوق الإنسان و مبادرات التبادل الثقافي
Cultural Exchange في هذا الشأن؛ عن طريق المنح العلمية و التدريبية
Scholarships and Training و المشروعات الإنمائية التي تتبناها الهيئات
الدولية الكبرى دعما للتنمية البشرية؛ و أهم هذه المنظمات:
منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة United Nations Educational,
Scientific and Cultural Organization، و تختصر في اليونسكو :UNESCO الغرض
من إنشائها هو المساهمة في صون السلام والأمن على مستوى العالم؛ من خلال
تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم، والعلوم، والثقافة و الاحترام
العالمي للعدالة.
منظمة
الصحة العالمية (WHO) The World Health Organization: هي وكالة متخصصة
تابعة للأمم المتحدة United Nations و التي تهتم بالصحة العامة دولياً، و
عضو في مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية United Nations Development Group.
منظمة
الأغذية والزراعة للأمم المتحدة Food and Agriculture Organization of the
United Nations (FAO): وكالة متخصصة بشئون الأمن الغذائي، تابعة للأمم
المتحدة United Nations، و تقود الجهود الدولية الرامية إلى دحر الجوع، و
تخدم كل من البلدان المتقدمة Developed والبلدان النامية Developing ، و
منظمة الأغذية والزراعة بمثابة منتدى محايد حيث تلتقي جميع الدول على قدم
المساواة للتفاوض بشأن الاتفاقات ومناقشة السياسات الخاصة بأزمات الغذاء
على مستوى العالم.
2-
على مستوى السياسة الداخلية Domestic Policy, لدولة ما: يُنظر إلى القوى
البشرية في قطر ما على أنها مورد استثماري و نمائي، و من ثم تصاغ خطط
التنمية و القوانين الحاكمة وفقا لمعايير حقوق الإنسان العالمية لكل فئة؛
على سبيل المثال قوانين مجانية التعليم و مجانية الرعاية الصحية، و مشروعات
الإسكان و التنمية، التنمية الزراعية و الصناعية... إلخ.
3-
التنمية البشرية كعلم أكاديمي Human Sciences: يشمل جميع الدراسات
الإنسانية و الصحية الطبية والديموجرافيا و ما يختص برعاية الأسرة و
المجتمع من دراسات نفسية واجتماعية، و تعد هذه الدراسات أسس وضع المعايير
و القوانين الخاصة بحقوق الإنسان ومؤشرات التنمية البشرية HDI .Human
Development Index
4-
التنمية البشرية على مستوى قطاع الأعمال و السوق: أو ما يعرف بالقوى
العاملة المنتجة، و المتمثلة في مجموعة الموارد البشرية من خبراء أكاديميين
و مهنيين، و العملاء المستهدفين و جميع ما يشكل الهيئات المنتجة ، و
التي ترتبط بخطط توزيع الأعمال و الخطط التنسيقية و التنفيذية التنموية
الإنتاجية ...إلخ.
5-
على مستوى الأفراد Individuals : وهو نشاط يقوم به الفرد البالغ تجاه
نفسه و تجاه غيره بنشر ثقافة تنمية الذات بمجموعة من السمات الشخصية و
المهارية التي تشكل الفرد الناجح المثقف القادر على التعامل مع متغيرات
الحياة و متناقضاتها لذلك لابد من تنمية جوانب الشخصية السبعة المتمثلة في:
- الجانب الإيماني وإخلاص العبادة لله Faith and sincerity of worship to God ؛
- الجانب الصحي والبدني Health and physical status ؛
- الجانب الشخصيPersonal aspect ؛
- الجانب الأسريFamily ؛
- الجانب الاجتماعي Social aspect ؛
- الجانب المهني Professional aspect؛
- الجانب اللاقتصادي Economic aspect؛
من
الاستعراض السابق لوجهات النظر المختلفة لمفهوم التنمية البشرية يتضح أن:
جميعها جزئيات تشكل المفهوم الكلي لمعنى التنمية البشرية الشامل، و الذي
يتحقق، بتكامل أكبر، كلما زاد التفاعل والتداخل بين هذه العناصر؛ العلم
وتطبيقاته في مجالات السياسة و القانون و مشاريع العمل التنموية و تربية
كل فرد كوحدة مستقلة بنائية للمجتمع.
مشكلات تعيق التنمية البشرية: الترتيب التالي ترتيب هرمي يبدأ بقاعدة الهرم رقم(1) إلى قمة الهرم رقم (5)؛
1- مشكلات سياسية؛ أساس جميع مشكلات التمنية البشرية خاصة، إذا ترتب عليها الحروب أو الحصار الاقتصادي.
2-
مشكلات اقتصادية؛ يترتب على تدهور الظروف السياسية تدهور الوضع الاقتصادي،
و الاقتصاد ركيزة القوة لأي أمة لتوفير الدعم العام، و تأسيس بنية تحتية
على كافة المستويات.
3-
مشكلات صحية؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية،أبسطها سوء التغذية نتيجة
الفقر، وأبشعها ضحايا الحروب! بالإضافة إلى مشكلات انتشار الأوبئة المترتبة
على أيٍٍٍِِِِ أو كلٍٍ مما سبق!
4- مشكلات تعليمية؛ غنيٌ عن التعريف، أن الاستقرار و التنمية هما ركائز التعليم الناجح في أي أمة.
5-
مشكلات اجتماعية/ ثقافية؛ المنتج النهائي لمستويات الهرم السابقة، مجموعات
بشرية تتسم بالجهل و التعصب الذي يشعل نيران الخلاف دائما!