فلسفة حجاب

. . . ربما كان الشيء المميز في العالم هو الشيء الغريب أي بمعنى الغير المعروف .
وكان في ذات الوقت الشيء الغير المعروف هو نفسه الشيء المحجوب أو بمعنى الشيء المتخفي .
إن هذا المدلول له عمري أحسن مدلول على تلك النفس التي تشتاق إلى ما وراء الغطاء أو الخفاء نفسه
فكما كان من طبع الإنسان الفضول كان من حسن خلق المرأة الحجاب !!!. . . .
- - - - -
ربما كان هذا هو منطلق حديثنا على الحجاب مطلقا وفلسفةً . . . .
إن حقيقة الحجاب هي نفس حقيقة الخلق , إذ أن من الخلق أن تكون في أحسن حال نفسية كما الحجاب يجعلك أخيا في أحسن حال حسية فكما أن من الخلق أ، تتحجب عن الكلام الغير فائدة منه كان كذلك الحجاب أن تخفي ما لا فائدة منه !!!!! ولكن كيف ؟؟؟؟؟.

إن من طبع الإنسان أن يأتي الشيء الغير المعروف ولا يأبه بالشيء المعروف وهذا شيء مغروس فطريا في البشرية كما هو بين . وهذا ملموس فيه إذ تراه يحب التجديد حتى في الأصحاب ففي كل يوم هو مع شخص جديد وكل يوم هو يتمنى أن يزور بلدا جديدا و و و و .....
وكذلك العبد الذي يريد أن يكمل نصفه تشتاق نفسه إلى الشيء الجديد والمميز !!!!

كيف التمييز ؟؟؟
إن التمييز عند أهل الأرض نوعان تمييز يحس به القلب وآخر يحس به العقل , أما العاقل المتعقل فيميز بعقله وحسن تفكيره وأما العاقل الذي تغلبه شهوته فهو تمييزه بمقياس القلب والنفس الجذابة .

كان هذا طبع في كل البشر
والمميز عند العاقل هو الشيء المتخفي الجديد كما تجد هذا النوع من الناس هو النوع المتخلق الحاذق الذي يحب الله دون أن يراه ويحس بالله دون أن يعرفه تباشرا .
والنوع الآخر يقيس بقلبه فتراه يطير في كل نور سواء أكان من مصباح أو من نار أو من كهرباء ......

يقول الله تعالى : {{ . . . والطيبون للطيبات .. }}. الآية .
إن الله يأتي على الإنسان الحاذق صاحب آخر مثله فكما في المثل الصاحب ساحب وهذا منطلق الفلسفي . فالمتميزون تراهم متفقون إما أن ترى صديقان كلاهما يقيس بقلبه أو بالعكس .

نأتي إلى جوهر حديثنا الأخير ونقول باختصار إن الله جعل المتخلقة المتحجبة يأتيها من هو مثلها أو أحسن منها خلقا والعكس كذلك . وليس كما يقال في هذه الآونة الأخير أنه بعيد كل البعد أن تختبئ المرأة ليأتي الرجل ليبحث عنها بين أكوام الخفاء ......

ولكن الحقيقة في الأمر أن الله جعل في كل فريضة من فرائضه أو سنة من السنن أهوالا من الخير الكثير